أحمدو بنمبا
بعد ان إنطلقت أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لحزب الإستقلال ، مازالت القراءات تتواتر من هنا وهناك و الشيطان كما يقال يكمن في التفاصيل ، في ظل ما مارسه ويمارسه تيار حمدي من ظغوطات تمثلت في إحداث منصب لنائب الأمين العام ، وإبقاء التنسيقية الجهوية لحزب الإستقلال بجهة الداخلة وادي الذهب تابعة لنفوذ جهة العيون ، لم يبقى من الحلول المطروحة على طاولة الحوار سوى ورقة التلويح بإستقالة الخطاط ينجا من جميع فروع وهياكل الحزب بجهة الداخلة وادي الذهب هو وأنصاره ومن يشاطره نفس التوجه .
مصادر تحدثت انه عندما لا تحترم التعاقدات بين المناضلين، فكيف سيتم غدا احترام التعاقدات مع المواطنين؟ ، وعندما تخرق قوانين الحزب بدون شعور بأدنى قلق، فكيف سيقتنع الناس بأن النضال يجب أن يكون من أجل دولة القانون؟ ، و عندما تتحوّل فكرة كل جهة لها منسقها إلى فكرة عصية ، و عندما تتوالى الضغوط المخالِفة لرأي القيادة الحزبية ، ولا يحرك المكتب السياسي ولا الأمين العام ساكنا ، فقد نكون أمام مظاهر إرضاء أشخاص على حساب أخرين في حزب يعتقد انه حداثي ؟ ، وعندما توضع جميع أنواع العراقيل في وجه كافة محاولات رأب الصدع، وتحسين الأجواء، وتحقيق مصالحة داخلية، منذ سنتين ونيف، ويتحول أولئك الذين ساهموا من أجل أن يتجنب حزب الإستقلال الحالة التي يوجد عليها اليوم إلى مناضلين خارج الهامش ، بل وقيل عنهم إنهم أقلية أرادوا تغيير عقلية التوسع المؤسساتي ، سنصبح أنذاك امام حالة مرضية نفسية شبيهة بإضطراب ثنائية القطب !
وفي ذات السياق ، فإن تقاعس هيئات حزب الإستقلال في التفاعل بشكل عملي مع الأزمة السياسية والتنظيمية التي يعيشها منذ سنوات ، والتي زاغت به عن أهدافه التي تأسس عليها ، فإنها ستؤدي لا محال إلى مغادرة مناضلي جهة الداخلة هذا التنظيم الحزبي ، وهو ما أكده أكثر من مصدر مقرب ، موضحين أن “الخلافات بخصوص تمكين جهة الداخلة من تنسيقية جهوية لحزب الإستقلال وفك تبعيتها لجهة العيون ، سيكون سببا مباشرا لمغادرة الحزب وإختيار وجهة حزبية جديدة .”