في حدث سياسي يحمل أكثر من رمزية، تمكن الشاب أحمد أهل باباها، القادم من مدينة الداخلة، من نيل عضوية المكتب التنفيذي لشبيبة حزب الأصالة والمعاصرة، خلال أشغال مؤتمرها الوطني الثاني بمدينة بوزنيقة، يومي 26 و27 شتنبر، تحت شعار “شباب يقود، أمل يعود”. وشارك في المؤتمر أكثر من 1200 مؤتمر ومؤتمرة من مختلف مناطق المملكة، ليكون المشهد السياسي المغربي شاهداً على قوة الطاقات الشابة ورغبتها في صناعة القرار.
انتخاب شاب من الداخلة يعكس أكثر من مجرد نجاح فردي؛ فهو رسالة واضحة حول قدرة الشباب من الأقاليم الجنوبية على التأثير والمساهمة الفعلية في السياسة الوطنية. هذه الخطوة تؤكد أن تمثيل الشباب في مواقع القرار لم يعد شعاراً بلا مضمون، بل هو ممارسة حقيقية تعكس دينامية جديدة داخل الأحزاب المغربية، خصوصاً الأصالة والمعاصرة.
تحليل هذا الإنجاز يكشف بعدين أساسيين: أولاً، يبرز كيف يمكن للشباب من المدن والمناطق الأقل تمثيلاً أن يكونوا جزءاً من النخبة السياسية المؤثرة، وليس مجرد حضور رمزي. ثانياً، يعكس رغبة الحزب في تجديد قيادته ومراعاة التنوع الجغرافي والاجتماعي للشباب، ما يجعل التجربة السياسية أكثر توازناً وشمولية.
أما شعار المؤتمر، “شباب يقود، أمل يعود”، فهو أكثر من مجرد كلمات؛ إنه دعوة للتغيير، رسالة للأجيال الجديدة بأن القيادة ممكنة، وأن الأمل السياسي يستعيد مكانه حين يُعطى الشباب الفرصة الفعلية للمشاركة. أحمد أهل باباها أصبح رمزاً حياً لهذا التحول، مؤشراً على أن الشباب من الداخلة وكل مناطق المملكة يمكنهم المساهمة في إعادة صياغة المشهد السياسي المغربي.
في الختام، إن نجاح أحمد أهل باباها ليس مجرد تتويج فردي، بل نموذج يحتذى به لكل الشباب المغربي، خصوصاً من الأقاليم الجنوبية، رسالة تقول: المشاركة الفاعلة ممكنة، القرار يمكن أن يُصنع من الداخل، والأمل في السياسة يتجدد عندما يقود الشباب الطريق نحو المستقبل.