في مدينة على الرغم من أنها حبة رمل في هذا الكون الشاسع ، إلا أنها مدينة لا تزال كبيرةً في مخيلتنا ، بما يكفي ليختفي أشخاص على سطحها دون أن يتركوا أثرا ، وفي بعض الأحيان يبدو الأمر أشبه بالسحر في روح هوديني أكثر من كونه قصة من الحياة ، مجرد أن الشخص كان يمارس عمله ، وبعد دقيقة ذاب حرفياً في الهواء ، و تتضخم حالة إختفائه على الفور بطبقة من النظريات والتخمينات والتخمينات التي من الصعب تحديد ما إذا كنا نريد حقًا معرفة الحقيقة من ورائها ، أو ما إذا كنا نتركها مجالًا للأسرار والألغاز ..
بعمر تجاوز السبعين تبدأ قصة الحاجة ” أمباركة أغريشي ” ، مع أغرب قصة إختفاء عرفتها مدينة الداخلة ، فبعد مرور 320 يوم على غياب إبنها ” لحبيب أغريشي ” مزالت الأم أمباركة متمسكة بحبل الله وتنتظر من القدر الإلهي أن ينصفها ويفرحها في إبنها الغائب منذ ان خرج من منزله ذات صباح .
شهور وأسابيع وأيام قضتها أم لحبيب وهي تحاول حل لغز اختفاء قطعة من كبدها رحلت يوما ولم تترك أي أثر ، هي قصة ترجعنا إلى يوم 07/02/2022 اليوم الذي إختفى فيها إبنها بنواحي مدينة الداخلة ، ولم يسمع عنه خبر ولم يعرف أين ومن كان وراء لغز إختفائه ؟
أم لحبيب ما تزال متمسكة بالأمل في رجوع إبنها ، حديثها كله عن الإختفاء الغامض و لا تفكر سوى في من انتزع منها النظرة إلى وجهه كل صباح ، فلم تعد بعده تتذوق طعم الحياة بعد ذلك اليوم المشؤوم ، حتى انها لم تعد تتأمل في وجهها أمام المرأة لتنظر في تجاعيد الزمن والألم الصامت ، ورغم وجود ابنين آخرين لم تنسى ألم فراق ابنها لحبيب الذي لم يودعها ، ولم يهمس في أذنيها ليقول لها “أمي لن أعود إليك أنا ذاهب إلى وجهة غير معلومة”.
وتمر الأيام ، ولم تسمع أم لحبيب خبرا عن إبنها ، فلم يتغير شيء في عزم الأم وعائلتها ، فمازالت ترابط أمام متجره الذي كان يشغله لأعوام عديدة ، ولم يتغير تفكيرها في البحث عن إبنها المختفي من تاريخ 07/02/2022 ، من دون أن تتمكن من معرفة مصير فلذة كبدها ، وبقيت ذكرياته في مخيلتها ومجموعة الصور التي تحتفظ بها ، لتنظر إليه كل صباح بتمعن حكايةً للمجتمع برمته ألم غياب جزء منها ، الذي رحل بلا وداع ، وبقيت بعده وحيدة تعيش على أمل معرفة مصيره ؟