التسول ظاهرة تجتاح مقاهي الداخلة برمضان

هيئة التحرير9 مارس 2025آخر تحديث :
التسول ظاهرة تجتاح مقاهي الداخلة برمضان

بعد صلاة التراويح، حين يخرج الناس من المساجد بروحانية الشهر الكريم، تنتشر ظاهرة التسول بشكل ملحوظ بالمقاهي والشوارع ؛ نساء يحملن أطفالًا نائمين، أخريات يعرضن أوراقًا طبية تدّعي المرض، بعضهن يبيعن الحلوى كوسيلة غير مباشرة لاستدرار العطف، إلى جانب رجال وأشخاص يعانون من إعاقات ظاهرة أو مدّعاة، كلهم يطلبون المساعدة بطريقة أو بأخرى.

في البداية قد يبدو الأمر طبيعيًا، فالفقر موجود، والمحتاجون كثر، لكن مع الوقت بدأ الناس يلاحظون أن بعض المتسولين ليسوا بحاجة حقيقية، بل احترفوا الأمر. هناك من يملكون ما يغنيهم عن التسول ، ومع ذلك يختارونه كمصدر دخل سهل ، و الأخطر من ذلك أن يصبح نشاطا مهنيا منظما ، حيث يتم إنتشار المتسولين في أماكن معينة لجلب المال .

انتشار هذه الظاهرة يعود لعدة أسباب، أبرزها أن الناس في رمضان أكثر ميلًا للعطاء دون تحقق، إذ يغلب عليهم الشعور بالرحمة والرغبة في كسب الأجر ، ما يجعل المتسولين أكثر جرأة في طرق الاحتيال، خاصة مع اعتماد بعضهم على التظاهر بالمرض أو بيع سلع بسيطة كغطاء للتسول . يضاف إلى ذلك أن البعض يفضل التسول لأنه أسهل من العمل، حيث يدر عليهم دخلًا مريحًا دون بذل جهد حقيقي.

مواجهة هذه الظاهرة تتطلب حلولًا واضحة ، كتفعيل بطاقة الحاجة والتي يمكن أن تكون خطوة مهمة، بحيث يتم تحديد من هم المحتاجون الحقيقيون، مما يسهل على الناس توجيه مساعداتهم لمن يستحق ،كذلك التوعية فهي ضرورية أيضًا ، إذ أن الناس يجب أن يدركوا أن التصدق العشوائي قد يساهم في استمرار الظاهرة بدلًا من حلها، وأن دعم الجمعيات الموثوقة أكثر فاعلية. إلى جانب ذلك، لا بد من تطبيق القانون بحزم ضد من يثبت أنهم يستغلون التسول لتحقيق أرباح شخصية ، ويعتبر دعم فرص العمل حلًا إضافيًا ، فهناك من يلجأ للتسول لأنه لا يجد بديلًا، وإذا توفرت له مشاريع صغيرة أو دعم تدريبي، فقد يختار العمل بدلًا من مد اليد.

التسول ليس ظاهرة جديدة، لكنه أصبح أكثر انتشارًا بعد صلاة التراويح بالعديد من مقاهي مدينة الداخلة ، مستغلين عاطفة الناس ، بين الحاجة الحقيقية والاحتيال، يبقى الحل في الوعي والتدقيق قبل التصدق، وتطبيق القانون على من يتخذون التسول مهنة بدلًا من البحث عن عمل شريف.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة