بدر شاشا
يواجه القطاع الصيدلاني بالداخلة تحديات كبيرة في تلبية احتياجات المرضى المتزايدة على مدار الساعة، وخاصة في ظل محدودية صيدليات الديمومة التي تعمل بنظام المناوبة الليلي ، فالمريض قد يجد نفسه في موقف حرج حينما يحتاج دواءً عاجلاً خارج أوقات العمل المعتادة للصيدليات، ويضطر للتنقل بين عدد من الصيدليات بحثاً عن واحدة مفتوحة. إن هذا الوضع لا يضر فقط بالمرضى، بل يضيف أيضاً أعباءً إضافية على أسرهم، الذين يواجهون أحياناً صعوبة في الحصول على الأدوية المطلوبة في الوقت المناسب.
إحدى المشاكل التي تفاقم من هذه الأزمة هي غياب الالتزام بجدول عمل محدد وواضح، حيث أن العديد من الصيدليات تعمل وفقاً لمواعيد غير منتظمة وبحسب رغبات أصحابها، دون الالتزام بجدول ديمومة صارم يلبي احتياجات المرضى. وبهذا، يصبح الوصول إلى الأدوية صعباً خاصة في ساعات الليل أو في أيام العطل الرسمية، ما يثير الحاجة الماسة إلى تطوير نظام ديمومة فعال يكون في خدمة المواطنين.
ضرورة زيادة عدد صيدليات الديمومة بالداخلة وتوزيعها بشكل ملائم
للتخفيف من هذه المعاناة، من الضروري التفكير في زيادة عدد الصيدليات العاملة بنظام الديمومة الليلي وتوزيعها بشكل عادل في مختلف الأحياء والمناطق، بحيث يمكن للمواطن الوصول إليها بسهولة دون الحاجة للتنقل لمسافات طويلة. يُمكن تحقيق ذلك عبر التنسيق مع الهيئات المعنية لتنظيم نظام مناوبات يضمن توافر الصيدليات في جميع الأوقات، بحيث تكون هناك صيدلية واحدة على الأقل متاحة في كل حي أو منطقة.
إن هذا الأمر لا يتطلب فقط زيادة عدد الصيدليات العاملة ليلاً، بل يتطلب أيضاً تحسين توزيعها الجغرافي وتوسيعها لتشمل المناطق البعيدة ، حيث قد يكون من الصعب جداً على السكان الوصول إلى الصيدليات المناوبة ، فتوافر صيدليات الديمومة في هذه المدينة سيحسن من جودة حياة المواطنين ويعزز من سلامتهم الصحية.
تحسين الخدمات المقدمة في صيدليات الديمومة
ليس كافياً أن تفتح الصيدليات أبوابها على مدار الساعة، بل يجب أن تقدم خدمات عالية الجودة تلبي احتياجات المرضى بأسرع وقت وأدق طريقة. يجب أن تُجهز صيدليات الديمومة بمجموعة كاملة من الأدوية الأساسية، بالإضافة إلى الأدوية التي تستخدم في الحالات الطارئة، وأن يُدرب العاملون فيها على تقديم المشورة الدوائية للمرضى وتوجيههم بشكل مناسب. كما أن وجود صيدلي مؤهل ليلاً يساهم في تقديم الرعاية الأولية للمرضى وإرشادهم حول كيفية استخدام الأدوية بشكل آمن.
من الأفكار الممكنة لتحسين الخدمة، إنشاء تطبيقات إلكترونية أو منصات على الإنترنت تساعد المرضى في معرفة مواقع الصيدليات المناوبة، وإمكانية التواصل معها مسبقاً للتأكد من توفر الأدوية المطلوبة. مثل هذه الأدوات الرقمية توفر على المرضى عناء التنقل بين الصيدليات، وتساعدهم في التخطيط لمشترياتهم الطبية بسرعة وسهولة.
تنظيم وضبط نظام المناوبات وضمان الالتزام وتحديد الوقت
من أجل ضمان استمرارية الخدمة وجودتها، ينبغي أن يكون هناك رقابة صارمة وتنظيم محكم لنظام المناوبات الليلية. يمكن وضع جدول مناوبات ملزم، يتم تعميمه ونشره على الجمهور، بحيث يعرف كل مواطن مواعيد عمل الصيدليات المناوبة في منطقته. من المهم أن يكون هناك نوع من التنسيق بين الصيدليات والجهات المعنية، سواء عبر النقابات المهنية أو وزارة الصحة، لضمان التزام الجميع بهذا النظام، وتطبيق عقوبات على المخالفين.
إن الديمومة في القطاع الصيدلاني بالداخلة ليست رفاهية، بل هي حاجة ملحة تمس صحة وسلامة المواطنين. وتكمن مسؤولية معالجة هذا التحدي في التعاون بين الهيئات المعنية وأصحاب الصيدليات لتوفير بيئة صيدلانية فعالة ودائمة الخدمة. زيادة عدد صيدليات الديمومة، تحسين الخدمات المقدمة، وضبط نظام المناوبات كلها خطوات أساسية تساهم في تعزيز الثقة بين المواطنين والقطاع الصيدلاني، وتساعد في خلق مجتمع آمن صحياً، قادر على مواجهة أي طارئ بفعالية وسرعة.