الداخلة .. عندما يتحالف المستثمر والسياسي على رغيف خبز المثقفين و الفقراء ؟!

هيئة التحرير12 يناير 2023آخر تحديث :
الداخلة .. عندما يتحالف المستثمر والسياسي على رغيف خبز المثقفين و الفقراء ؟!

بقلم : أحمد باب ولد سويديا

بقدر ما يؤمن الإنسان الواعي بأنه “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان” « فانه يؤمن أيضا بأنه “بغير الخبز لا يحيا الإنسان ” وبأن من يتحكم في خبزه قادر على التحكم في فكره وتعطيل عقله وإلغاء قدرته على ممارسة كل ما هو رفيع من ملكاته وقدراته. د .فؤاد وكريا.

بات من العادي أن يكون الجوع سلاح في وجه الجياع أنفسهم وتحركه مجموعة من الجياع لأغراضها الخاصة , المثقفون من الشباب اليوم-أو الفقراء المصفقون إلى حد كبير- سلاح أساسي للدعاية السياسية و المآرب الشخصية لمجموع من جياع التنصيب ودخول عش الحاشية .

فبات لكل مستثمر و سياسي … جيش من الفقراء يمثلون يده التي يصفق بها و يضرب بها “خصومه” و يهاجم بها و الذريعة التي يقف وراءها كي لا تحترق ثيابه من مجالسة أقرانه ، و إن كانت مهمتهم النفخ لتنضج طبخة المستثمر والسياسي المتعالي على الطلب المستفيد من الأوضاع برمتها .

شباب بالجملة دفعهم الفقر و البطالة إلى بيع أدمغتهم و أحلامهم و مبادئهم و توجهاتهم … مقابل فتات دراهم و قنطار وعود تتلاشى ما إن يصل الشاري إلى مراده من الاستثمار في جوع هؤلاء الفقراء.

و ساهمت التقنيات الجديد “فيسبوك.. و أخواته”في رواج الاستثمار في جوع الواقفين في آخر الطابور , ففي فكل صبيحة نصحوا على مئة صفحة تمجد فلان و نمسي على أضعافها تهاجم علاٌن ، و يقف وراء هذه السوق جيش من الجياع يشترى منه تعب سنين في دقائق مقابل “دراهم في الجيب وأمل في إخراج وحش الجوع الذي استوطن بطنه وخلصه من رنين المبادئ و الأخلاق – (الجوع هو من يحدد مبادئ الفقراء )- وكل ما قد يجعله يفهم انه مجر حمل بين أنياب أسود مقابل منصب ما يشترون ويبيعون فيه ..

“إذا كانت الغاية تبرر الوسيلة” فان الاستثمار الممنهج في الجوع الاستغلال الواضح للجياع بات معادلة ثابتة في “باراديغم ” الصعود السياسي و الترقي سلم السلطة ولو على حساب حفنة من العاجزين و المضرين إلى أن يكون جيش جياع لخدمة حفنة من المتحكمين في مصادر الموارد المادية “فكيف لم يعي هؤلاء أنهم يتحكمون في شيء أهم هو الموارد الفكرية و العقلية؟” .

“يا جياع العالم اتحدوا ” كارل ماركس (بتصرف).

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة