تشهد الخريطة الحزبية في الداخلة حالة من التخبطات والصراعات الداخلية ، وذلك في مختلف الاحزاب المنافسة على مناصب المسؤولية ، ما يعطي انعكاسا واضحا لأزمة عامة يشهدها الواقع السياسي بالداخلة منذ إنطلاق عملية التسجيل مؤخرا باللوائح الإنتخابية ، حيث وصلت بعض الوجوه المألوفة سياسيا أو المحروقة إن صح التعبير الى مفترق، فرضته عليها الظرفية والمصالح والتحالفات إضافة إلى اللعب على حبل الإستمالة بكل الطرق المشروعة وغيرها .
فعمليا لا يوجد حزب سياسي في الداخلة لا يواجه أزمة داخلية،أو خارجية تفرضها المنافسة الشرسة في المرحلة الحالية، وهي بالأساس أزمات على اساس سياسي، ولكن ايضا أزمات وتكتلات على اساس شخصي، ولو أن العديد من الأحزاب شهدت تعديلات لبنيتها وتنظيمها، إلا أن هناك أحزاب قللت من شأن الدور الايديولوجي والفكري للحزب، واتجهت أكثر الى الاعتماد على الشخصية والفرد، وجعلت العضوية للحزب، بمعظمها، على اساس موسمي، ودون التزامات سياسية، وانما فقط لغرض الانتخابات ، وإستمالة أكبر عدد من الناخبين لا تربطهم أي رابطة بالجماعة .. ولكم في إجتياح ” جماعة العركوب ” الدليل والبرهان القاطع ، وذلك من دون الالتزام والتقيد بالإجراءات المعمول بها .
هذا المشهد العام في الداخلة هو حديث العهد نوعا ما، فلم يكن موجودا بهذا الحجم حتى وقت قريب ، ولهذا كان من السهل معرفة التحرك المستقبلي لكل حزب، كما ان هذه الاحزاب (..) كانت تكف عن التقلب في المواقف السياسية بالسرعة التي نشهدها اليوم إذ لابد وأن تتقيد بالقانون وروح المنافسة لا أن تحاول التطاول على الإجراءات والقوانين المعمول بها .
بقلم : أحمدو بنمبا