لا شك أن مدينة الداخلة لا تقل شأنا عن المدن المغربية الكبرى والتي تضم معاهد ومؤسسات دراسية وشركات اقتصادية فلاحية وبحرية ،إذ باتت الداخلة تعرف إقبالاً كبيراً من طرف الطلبة و العمال وغيرهم على كراء الشقق والمنازل السكنية بهدف الاستقرار بها، وإمضاء فترة دراسية أو عمل …
غير أن هذا الاقبال يقابله ، ارتفاعا مهولاً يسبقه طلب تسبيق قد يصل السنة أو سنتين لا أساس له من الناحية القانونية ولا يراعي ظروف المكتري ؟ وذلك في غياب تام عن أي مراقبة للسماسرة وملاك المنازل المهيئة للكراء ، الأمر الذي يجعل من هذا الشرط مكانا مناسبا يعيش فيه فئة من السماسرة والملاك على معاناة المواطن ، وهو ما يضطر معه البعض إلى اقتسام كراء الشقة مع الأصدقاء أو الغرباء بهدف تخفيض المبلغ المالي المؤدى للمالك شهرياً كان أم سنويا !؟
فالداخلة تعتبر من بين المدن على مستوى الجنوب التي تعرف غلاءا غير مسبوق في أثمنة كراء المبالغ فيه والغير معقول ، حتى بالرغم من التطورات الحاصلة الخاصة بحالة الوباء كوفيد 19 ، فلازالت تعرف المدينة ارتفاعاً صاروخياً من ناحية المبالغ المالية الخاصة بكراء الشقق السكنية والمنازل المهيئة للسكن !
وفي هذا الصدد تعالت الأصوات والتعليقات الساخرة بمجموعات فيسبوكية خاصة لإكتراء الشقق ، تصب جميعها في غلاء المبالغ المالية الشهرية والتسبيقات الضرورية لضمان الكراء لمدة أقلها ستة أشهر ، دون أدنى مراعاة من طرف المالك للظروف المادية والإجتماعية للمستخدمين والطلبة والعاملين ، ليبقى عامل البحث عن الربح الكبير هو الهدف المنشود فقط، في غياب لمظاهر الإنسانية والتآزر ومراعاة وضعية الأشخاص المعسرين .
فهذا المشهد الذي بات عنوانا عريضا لهذا الوقت بالذات أخرج مجموعة من النشطاء الفيسبوكين في تعليقات ساخرة وملامسة للواقع , إذعلق شاب من أبناء المدينة قائلا : تسبيق عاميين ، الناس تعاني من أزمة الكراء واللي عندو براكة يطلب لك ستة أشهر أو عام بزاف هادشي ؟!
وقال ذات الشاب :” براكة تخلص فيها ستة أشهر تسبيق فما بالك بشي دار زوينة بين قوسين .. راه هادشي يندى له الجبين فلا يعقل أن يتم السكوت عن هذه التصرفات الضاربة في جيب المواطن “.
يذكر أن الداخلة مؤخرا تشهد موجة غلاء للكراء تستدعي تدخل الجهات المعنية لتنظيم العلاقة الرابطة بين المكتري والمالك والشخص الذي يجري بينهما وذلك لإعتبارات عدة أولها مراعاة الظرفية التي تمر منها البلاد ثم الواقع الإجتماعي للأشخاص القادمين إلى المدينة والذين أغلبهم باحثين عن عمل أو طلبة قدموا لأجل الدراسة !