حوادث متكررة وخطيرة تسفر في غالب الاحيان عن خسارات للمعدات والأكواخ ،والتي تكون نتيجة لإندلاع النيران بشكل مفاجئ وسريع ، إذ يجد البحري نفسه من دون سابق انذار محاصرا بين السنة اللهب التي تشبت في مسكنه ( كوخ ) المكون من ادوات ومعدات سريعة الإشتعال.
قاطنو هذه الأكواخ بالمناطق التي يطلق عليها عاميا بـ”افتسات” و المنتشرة بعدد من قرى الصيد البحري بجهة الداخلة وادي الذهب ، يعيشون تحت تهديد مستمر، تزداد حدته مع فترات العمل الموسمية، حيث شهدت السنوات الماضية عدة حوادث من هذا النوع ، ينتج عنها خسارات كبيرة، ويقع معضمها في فترات متفاوتة من دون وقت محدد او فصل معين .
وفي ذات السياق ، فإن تكرار مثل هذه الحوادث يستوجب الوقوف مطولا عندها، خاصة وأن غالبية هذه الحوادث يكون ضحاياها من البحارة الذين يسكنون في اكواخ بنيت بأقل الكلف والإمكانات المتاحة ، دون ان تتوفر على أدنى شروط السلامة العامة ، ما يعرض حياتهم للخطر بشكل دائم.
فجل إن لم نقل الأكثر تعرضا للخطر هي تلك المساكن المبنية من الأعمدة الخشبية المغطاة بالبلاستيك والكرتون والاقمشة وجميعها مواد سريعة الاشتعال ، فمعظم هذه المساكن ( الأكواخ) تتواجد بالمناطق التي تعرف حركة إقتصادية خصوصا في قطاع صيد الرخويات ، وهي بعيدة عن المدينة شمالا وجنوبا ما يطرح مشكل تنقل مصالح الوقاية المدنية و الوصول في الوقت المناسب للانقاذ واطفاء الحرائق.
وعلى هذا الأساس وبناءا على ماسبق ، بات من الواجب على السلطات المحلية ان تقوم بتشكل لجنة مختلطة من الجهات صاحبة الاختصاص للكشف عن عدد هذه الأكواخ وتحديد اماكنها والعمل على توعية ساكنيها بضرورة اتباع اجراءات السلامة العامة للحد من تكرار مثل هذه الحوادث ( الحرائق) ، وإتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أرواح وممتلكات هذه الطبقة العاملة ، ولما لا يتم توفير سكن لائق بهم وبالتالي وضع حد لمشكل الحرائق المتكرر .