في تدخل بحري دقيق وسريع، نجحت وحدات تابعة للبحرية الملكية المغربية، يوم الأحد، في إنقاذ خمسين مهاجراً غير نظامي ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، بعدما تعطل قاربهم المطاطي وسط المحيط الأطلسي خلال محاولتهم التسلل نحو جزر الكناري.
الرحلة انطلقت تحت جنح الظلام من السواحل الشمالية لإقليم بوجدور، قبل أن يتعرض القارب لعطل مفاجئ في المحرك قبالة سواحل “امطلان”، التابعة لجماعة بئر أنزران شمال مدينة الداخلة، ما تسبب في انجرافه لساعات وسط أمواج عاتية، ووضع المهاجرين في مواجهة مباشرة مع خطر الموت.
مصادر ميدانية أكدت أن أحد الركاب تمكن من إجراء اتصال عاجل بالرقم الوطني المخصص لحالات الطوارئ البحرية، مما استنفر مصالح الدرك الملكي التي بادرت إلى التنسيق الفوري مع وحدات البحرية الملكية لتنفيذ عملية إنقاذ محكمة وسريعة.
العملية التي اتسمت بالاحترافية والسرعة، أفضت إلى إنقاذ كافة المهاجرين الذين كانوا على متن القارب دون تسجيل أي خسائر بشرية، وهو ما يعكس الجاهزية الميدانية العالية للقوات المغربية في التعاطي مع مثل هذه الحالات الاستثنائية والمعقدة.
وبعد إنقاذهم، تم نقل المهاجرين إلى نقطة الإنزال البحري، حيث تلقوا الإسعافات الضرورية، قبل مباشرة الإجراءات القانونية المعمول بها، في إطار مقاربة إنسانية شاملة تنتهجها المملكة لمواجهة تحديات الهجرة غير النظامية.
وتأتي هذه العملية في سياق تدخلات مستمرة تباشرها السلطات المغربية، ترسيخًا لالتزامها الثابت بحماية الأرواح البشرية، ومراعاة للاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، في ظل تصاعد الظاهرة على طول السواحل الجنوبية.