من المؤسف أن يختفي الأشخاص بطريقة غامضة دون معرفة ما حدث لهم، ولكن الأسوأ من ذلك أن تنتهي التحريات والتحقيقات إلى جملة أخرى من الأسئلة المفتوحة دون معرفة مصيرهم .
لا حديث لساكنة الداخلة منذ أيام إلا عن اختفاء التاجر لحبيب أغريشي ، بعدما تحولت واقعة إختفاءه المفاجئة إلى لغز غامض ومبهم تعددت فيه الروايات والقراءات … بدأت أطوار هذا اللغز بوجود سيارة المختفي لحبيب مركونة بجانب البحر في مكان خالي من السكان وبات المتابع يطرح سؤال متى وكيف ومن الفاعل ؟ وهل من ركنها المختفي نفسه أم شخص أخر ؟ ثم ما مصير البصمات التي أخذتها الشرطة العلمية من على السيارة ؟ و هل ساعدت فعلا هاته البصمات الشرطة في إكتشاف من كان يقود السيارة وركنها في ذاك المكان؟
إن لغز اختفاء “التاجر لحبيب أغريشي ” الإثنين الماضي، بات حديث الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما أضيف إلى قائمة الألغاز التي حيرتهم بتفاصيلها الغريبة، وقراءتها الكثيرة ، إنضاف إلى ذلك ، لغز الموت الغامض لصاحب ميني مارشي ، الذي كان قيد التحقيق الأمني في قضية الإختفاء ؟؟ ، حيث إستيقضت على خبر وفاته ساكنة الداخلة ، بعد مرور 48 ساعة فقط على إختفاء التاجر لحبيب ، ومنذ ذلك الوقت تتساءل ساكنة الداخلة عن الخيط الرابط بين الإختفاء والموت المفاجئ ليطرح سؤال أخر أكثر دقة وشمولية : هل نحن أمام عصابة منظمة تستدرج ضحايها بدقة متناهية ؟
بدأت الحادثة الغريبة، بعدما تلقت الشرطة الإثنين الماضي ، مكالمة من عائلة المختفي لحبيب تبلغ فيها وجود سيارة المختفي مركونة في خلاء بالقرب من البحر ، قبلها بثلاث ساعات تم إقفال هواتفه (المختفي) على غير عادته ، وفور علمها ، هرعت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث ، وبدأت في البحث في السيارة ، لكن الغريب أنه بعد معاينة المكان لم يكن هناك شواهد على وجود حطام للسيارة، أو أثر لعراك في مكان وجود السيارة … ومنذ الإثنين ، وما زالت الأعمال مستمرة حتى اللحظة دون الوصول إلى حقيقة الواقعة ، وتحول الحادث الغريب إلى موضوع نقاش وقراءات، بسبب كثرة الأحداث المتداخلة ، على الرغم من عدم وجود أي خيوط تفيد فك لغز الإختفاء في الواقعة الأولى وغموض حالة الوفاة في الواقعة الثانية التي باتت هي الأخرى حديث مواقع التواصل الإجتماعي ، وكثرت معها المناشدات بضرورة الإسراع بكشف مصير الإختفاء وفك لغز الموت المحير لصاحب الميني مارشي !
إن ما زاد غموض الحادثتين كثرة الروايات ، إذ تؤكد الكاميرات التي إلتقطت سيارة المختفي وسيارة المتوفي تسيران في نفس الإتجاه ، مباشرة بعد إغلاق هاتف المختفي وهو ما يطرح علامة إستفهام متمثلة في : من كان يقود سيارة المختفي إذن ؟ رواية أخرى تقول أن المتوفي كان أخر إتصال له بالمختفي على الساعة التاسعة والنصف من صباح ذاك اليوم ، وهو ما اثبتت كاميرات المراقبة عكسه ، فلحظة مرور السيارتان كانتا على الساعة 12 من منتصف نهار ذلك اليوم ! رواية أخرى تقول أن صاحب الميني مارشي لم يعد إلى منزله بعد أن أخلت سبيله الشرطة على الساعة السادسة من مساء اليوم الثاني قبل حادث وفاته الغامض ؟ رواية أخرى كذلك تقول إن اخر إتصال لصاحب الميني مارشي بأهله كان في منتصف الليل قبل وفاته ؟ والرواية الأخيرة تقول بأن حادثتي الإختفاء والموت كانتا في نفس الخط يعني على الشريط الساحلي الأولى شمال القنديل والثانية جنوب القنديل و أن سيارتي الضحايا كانتا مروكنتين بنفس الطريقة ! علما أن سيارة المتوفي صاحب ميني مارشي ليست هي نفس السيارة cadi التي رصدتها كاميرات المراقبة يوم وقوع حادث الإختفاء وهذا كذلك لغز ؟ كذلك صاحب الميني مارشي بعد أن لفظته مياه البحر لم تكن على جسمه أثار تعذيب وهو ما دفع النيابة العامة بإصدار أمر بالتشريح الطبي لمعرفة السبب الحقيقي وراء موته هل إنتحار أم قتل؟
وفي محاولة للبحث عن هذه الأسئلة ، تبحث الأجهزة الأمنية عن كل ماله صلة مباشرة بالمختفي واخر إتصالات المتوفي في محاولة جادة للوصول إلى خيط رابط بين الواقعتين وفك لغزيهما ، فالكثير من المعلومات الأمنية تقتضي التحفظ ، إلى أن يتم الكشف عن تفاصيل الواقعتين في قادم الأيام ؟