مراسلة /
رغم ما حققته ثانوية الرازي الإعدادية بمديرية وادي الذهب من نتائج تربوية مشرفة، وما راكمته من مبادرات نوعية في مجالات الدعم التربوي، والأنشطة الموازية، وتتبع المتعلمين، فإن واجهتها الخارجية تطرح أكثر من علامة استفهام، وتعكس وضعًا لا ينسجم مع تصنيفها ضمن إعداديات الريادة.
فالزائر للمؤسسة يلاحظ بوضوح تدهور حالة الواجهة، من تراكم الأتربة والنفايات وغياب التهيئة، في تناقض مع تصنيفها ضمن إعداديات الريادة ومع الجهود التربوية المبذولة داخلها.، وهو ما يترك انطباعًا سلبيًا لدى التلاميذ وأوليائهم، ويسيء إلى صورة المدرسة العمومية التي يُفترض أن تكون فضاءً جاذبًا ومحفزًا على التعلم. هذا التناقض الصارخ بين جودة العمل التربوي داخل المؤسسة ومظهرها الخارجي يطرح تساؤلات حقيقية حول معايير الصيانة والاهتمام بالبنية التحتية.
ويزداد هذا الوضع إثارة للقلق لكونه يتناقض مع ما جاء به الإطار الإجرائي لإعداديات الريادة وخارطة الطريق 2022–2026، خاصة البرنامج 5 المتعلق بـتحسين ظروف الاستقبال بالمؤسسات التعليمية، وتأهيل البنية التحتية والتجهيزات، بما فيها الوسائل الرقمية، وتأمين محيط المؤسسات التعليمية، وكذا العمل على القضاء على مظاهر الاكتظاظ الشديد. وهو ما يجعل واقع الواجهة الحالية غير منسجم مع الأهداف الإصلاحية المعلنة، ويطرح سؤال التنزيل الفعلي لهذه الالتزامات على المستوى الميداني.
ويُذكر في هذا السياق أن مدير المؤسسة سبق أن راسل الجهات المعنية في أكثر من مناسبة، ملتمسًا التدخل من أجل معالجة وضعية الواجهة وتحسين البنية الخارجية للمؤسسة. كما أن جمعية آباء وأولياء التلاميذ عبّرت بدورها مرارًا عن انشغالها بهذا الوضع، وقامت بعدة تدخلات ومراسلات في إطار دورها التشاركي، غير أن هذه المبادرات، إلى حدود الساعة، لم تُترجم إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع.
إن الواجهة ليست عنصرًا شكليًا فحسب، بل هي جزء لا يتجزأ من البيئة المدرسية، تؤثر في نفسية المتعلم، وفي إحساسه بالانتماء والاعتزاز بمؤسسته. ومن هذا المنطلق، فإن تحسين صورة المؤسسة الخارجية يُعد مدخلًا أساسيًا لتعزيز الجاذبية المدرسية، ورد الاعتبار للمدرسة العمومية، وجعلها فضاءً يليق برسالتها التربوية.
ويبقى الأمل معقودًا على تدخل الجهات الوصية والمتدخلة من أجل تأهيل واجهة ثانوية الرازي الإعدادية، بما ينسجم مع الجهود التربوية الكبيرة المبذولة داخلها، ويجعل من مؤسسة الريادة نموذجًا متكاملًا، مضمونًا ومظهرًا، في خدمة المتعلم والمدرسة العمومية.
