رفع ناشطون في مجال حماية البيئة من جمعية مهتمة بهذا المجال ، و باستمرار أصواتهم ولوائحهم المنادية بضرورة احترام المعايير الدولية ومراعاة التحولات البيئية والأضرار المحتملة على الثروة البحرية ، في كل مرة يتم إطلاق مشروع سياحي بخليج وادي الذهب .
ويظهر ذلك في أشرطة الفيديو المصورة والصورة التي تظهر جانبا من الكارثة البيئية التي يعانيها خليج وادي الذهب منذ مدة ليست بالقصيرة ، والملتقطة بكاميرا الجمعية البيئية ، والمنشورة بصفحتها الفيسبوكية بعنوان ” جمعية شباب تروك لحماية خليج وادي الذهب ” ، هذه الجمعية البيئة أظهرت في مرات عدة رفضها بشكل قاطع لكل المشاريع السياحية والتنموية التي تضر بالبيئة البحرية.
إن دفاع الجمعية البيئية عن الثروات البحرية وحماية خليج وادي الذهب من المستثمرين الذين لا يولون أهمية للبيئة بقدر ما يهتمون بإدخال العملة الصعبة وإستقطاب السياح الأجانب ، يؤكد وبشكل واضح غياب أدنى قواعد احترام البيئة في المشاريع السياحية ، ليطرح السؤال التالي : أين وصل الأمر بالمسؤولين إلى العبث بالمحميات الطبيعية والمصنفة في إطار الإتفاقيات الدولية على غرار اتفاقية “رمسار” لحماية المناطق الرطبة ؟
إن من زار خليج وادي الذهب هذه الأيام سيقف على حقيقة الجرائم المرتكبة في حق البيئة التي أصبحت تهدد الثروة البحرية ما أدى إلى نفوف الأسماك الصغيرة بسبب التلوث الذي تتسب في جزء منه إن لم نقل كل ، المشاريع السياحية ، التي لا تحترم المعايير البيئية ، و التي يجب إحترامها للحد من ما يضر بالبئية البحرية ، فغياب الوعي البيئي عند أصحاب المشاريع السياحية وخطورة الأمر ، يجعلهم ينظرون إلى المشاكل البيئية على أنها جانبية بينما يقوم العالم اليوم بتقييم المشاريع انطلاقا من أضرارها المحتملة على الثروة البحرية والمحيط عموما .
إن الوضع الكارثي للبيئة في خليج وادي الذهب ، حيث تغتصب الطبيعة وتموت الأسماك ، وتغادر الطيور المهاجرة ، تجعل مطلب التحرك وبشكل مستعجل من القائمين على الشأن البيئي ، أمر ضروريا ، لوضع حد لهذه الكارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، وخوض معركة الدفاع عن البيئة البحرية وحماية خليج وادي الذهب عموما ، إذ أن هذا الوضع المتأزم ، وكما أشرنا سابقا دفع جمعية شباب تروك والمتطوعين معها ، الى التنسيق في ما بينهم عادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، للتكتل من أجل مواجهة أخطبوط التلوث ، و بمبادرات جد متواضعة يرصدون لها إمكانيات بسيطة من اشتراكاتهم الخاصة ، عن طريق إطلاق حملات للمحافظة على الخليج ، وتحسيس السكان والمستثمرين السياحيين وملاك الفنادق هناك بضرورة الحفاظ على البيئة.
وتأتي هذه المجهودات، على صغرها، والتي يبذلها شباب متطوع لتدل على تشكل وعي نسبي لدى فئة الشباب ، التي يئست من مشاريع حماية البيئة ، التي مافتئت تعلن عن إطلاقها مؤسسات مهتمة بالشأن البيئي في كل مرة ، وترصد لها مبالغ مالية مهمة ، دون أن تظهر لها أية نتيجة في الواقع ، وهو ما جعلهم كشباب يؤمنون أن الوضع البيئي الكارثي الذي سيقود حتما إلى وضع أكثر كارثية ، يتطلب منهم التكتل لمواجهة شبح موت الأسماك الصغيرة ونفوقها ، وتوعية أصحاب المشاريع السياحية بخطورة الوضع البيئي هناك في خليج وادي الذهب .