في جهة الداخلة وادي الذهب، حيث الموارد متاحة والطموحات عالية، يظل شباب الجهة ينتظر الفرص التي طالما وعد بها المسؤولون، لكن لم تتحقق. في هذا الواقع، يظهر تعهد حما أهل بابا بتخصيص مناصب شغل لأبناء المنطقة داخل الشركة الجهوية المتعددة الخدمات كإشارة مختلفة. إنه وعد ليس على الورق فحسب، بل بمثابة اختبار حقيقي لقدرة المسؤولين على تحويل السلطة إلى فعل ملموس يخدم الشباب.
الشباب الحاصل على شهادات أكاديمية وأطر مؤهلة يجدون أنفسهم أمام جدار من الفرص الضائعة. الإمكانيات موجودة، الكفاءات متاحة، لكن غياب الإرادة السياسية يجعل من البطالة واقعًا متجذرًا. حما أهل بابا يضع المنتخبين ورؤساء المجالس الذين تقلدوا المناصب لسنوات، ولم يساهموا ولو بجزء يسير في محاربة البطالة، تحت مجهر المسؤولية والمحاسبة المجتمعية.
نجاح هذه المبادرة لن يُقاس بالتصريحات، بل بالأفعال. على المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية أن يراقبوا تنفيذ الوعد، ليصبح نموذجًا للعدالة المجالية، ورسالة لكل من تولى المسؤولية ولم يترك أثرًا حقيقيًا في الجهة.
السؤال الأبرز: هل سيكون حما أهل بابا القادر على قلب الموازين في جهة الداخلة وادي الذهب، وخلق فرص حقيقية للشباب، وكشف تقصير من سبقوه؟ الجواب لن يأتي إلا من الواقع، ومن الجرأة على تحويل الكلمات إلى أفعال.
