أزمة تشكيل مجالس الغرف المهنية في ظل الترجيحات المطروحة ؟

هيئة التحرير9 أغسطس 2021آخر تحديث :
أزمة تشكيل مجالس الغرف المهنية في ظل الترجيحات المطروحة ؟

أيام قليلة تفصلنا عن تشكيل مجالس الغرف المهنية بالداخلة، ما بين “حزب الإستقلال” متصدر المشهد وأحزاب أخرى ، في مقدمتها “حزب التجمع الوطني للأحرار” ، الذي حاز على المرتبة الثانية  محليا ، إذ لا يمكن التكهن بمن سيفوز برئاسة الغرف هل الإستقلال أم الأحرار ام حزب أخر ؟  وليست إلا أيام قليلة ويظهر الحسم النهائي ، الذي ينتظره المواطن بفارغ الصبر ، فرغم ما يتم تداوله محليا كون أن وجوها سياسية تمارس لعبة” القط والفأر ” قبل الإعلان الأخير عن تشكيلة الغرف المهنية ورئاستها ، فبريق الأمل مبهم  في ظل ما يتم الترويج له من أن الحزب يشتغل على حسم رئاسة الغرف لصالحه ، فالمتابع للشأن السياسي لا يزال ينتظر النار من تحت الرماد ، فمن وجهة نظره أن نفور المنتخبين الفائزين وإغلاق هواتفهم  لا يطمئن ولا يهدئ روع المواطن.

  إن الخطط التي ترسمها الأحزاب لا أحد سيفمها إلا بالتدريج ، إلى أن تتضح الصورة، في قادم الأيام ، فالتكهنات التي انتشرت بين عموم المواطنين واضحة و فيها احتمالات لبعض الترجيحات المطروحة نختزلها في :

أوّلاً : نجاح حزب الإستقلال في جُهود تشكيل مجالس الغرف المهنية مرهون بلعب المنسق الجهوي للحزب الدور الحاسم والتوجه نحو نوع من المساكنة السياسيّة الإلزاميّة مع بعض الوجوه السياسة  اللاعبة بشكل غير مباشر في تشكيل مجالس الغرف المهنية ، وبذلك  سيكسب مزيدا من الثقة ، على أمل التمكّن من تأمين مخرجات التفاهم وتنزيلها بشكل ديمقراطي وهادئ، تتحدد من خلالها هويّة الرئيس المقبل لكل غرفة مهنية ، أو سيرتفع منسوب التوتّر من جديد ، وستتفجر الخلافات بين الأحزاب مرّة أخرى ، بفعل التنافس الإنتخابي الحتمي المُقبل، علمًا أنّ هذا “السيناريو” الأخير هو الأكثر ترجيحًا .

ثانيًا: فشل جهود تشكيل مجالس الغرف المهنية ، وإضطرار الأحزاب المتصدرة ، الى تغيير الإستراتيجية المعتمدة ، تحت وطأة الضُغوط الممارسة من طرف بعض الوجوه السياسية الناجحة مؤخرا ، إلا أن هذا الخيار الذي تتمنّى بعض الأحزاب السياسية حُصوله ، على أمل إعادة الإعتبار للتحالف المستقبلي في الإنتخابات البلدية الجهوية والبرلمانية ،  غير مَضمون النتائج على الإطلاق ، لإعتبارات عدة .

ثالثًا : فشل جهود تشكيل الغرف المهنية لكن مع إستمرار رفض بعض الوجوه السياسية التحالف مع حزب على حساب حزب أخر ، إلى أن تتضح له الرؤية ويقبل الحزب شروطه ويحققها دون ممطالة وتعطيل ، وهو خيار يُصرّ عليه بعض الساسة الذين يعتبرون أنهم ورقة  ” جوكر ” يقف الحزب على قبولهم التحالف والإنخراط معه في توجهاته ، وفي حال حُصول هذا الأمر ، فإنّ نسبة التوتّر السياسي على الساحة الداخليّة بين الأحزاب المنافسة ستبلغ ذروتها ، قد تعيد خلط الأوراق من جديد .

رابعًا: فشل جُهود تشكيل مجالس الغرف المهنية ، وتنحّي بعض الوجوه السياسية التي كانت قد شغلت رئاسة إحدى الغرف المهنية فيما سبق ، لكن ليس تحت الضغط الحزبي بل وفق تفاهم يمنع السقوط في فراغ ، غير أن التوافق على مجالس متجانسة ليس سهلاً على الإطلاق ، ولوّ كانت النيّات صافية أساسًا لجرى التوافق على المجالس منذ اليوم الأول .

إن مشهد التحركات السياسية القاضية بتشكيل مجالس الغرف المهنية بالداخلة ، مزال يترنح  بين شد وجدب ، في وقت بات يعيش فيه المواطن على أعصابه ينتظر ما سوف تفرزه التوافقات الحزبية ، علما أن الوضع لن يكون مطمئناً لبعض الأحزاب المنافسة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة