تفضح أولى قطرات المطر عشرات المنازل الحديثة البناء بأحياء مدينة الداخلة ، رغم حداثة بنائها إلا أن معايير الجودة في البناء تكاد تكون مفقودة بها ، إضافة إلى هشاشة البنية التحتية التي لم تعد مستعدة لقطرة واحدة فمابلك بقطرات مطرية ، ما يحتم على السلطات المحلية والجهات المعنية إتخاذ الإجراءات اللازمة و وضع مخطط استباقي لمواجهة مخاطر هطول الأمطار على المدينة ، بوضع سيناريوهات محتملة ، تتيح التعامل مع الموضوع من خلال تصريف مياه الشوارع وإلزام الشركات التي كلفت بتهيئة المدينة وببناء المنازل الوقوف على الإختلالات التي تم تجاهلها خلال عملية التأهيل و البناء والذي تفضحته الأمطار كل مرة للأسف الشديد !
ولم تتخلص جهة الداخلة وادي الذهب من مشاكل البنى التحتية المتنوعة ومشاكل البناء الفاقد لشروط ومعايير الجودة والسلامة ، حيث يعتبرها البعض مجرد “قنابل إسمنتية”، تهدد بخسائر مادية على مستويات عدة ، كما أن إنعدام التطرق إلى هذه الأمور خلال الاجتماعات وبدورات المجالس المنتخبة ، وعدم إثارة النقاش حول أهمية ضمان بنية تحتية بمعايير وطنية وحماية ممتلكات المواطنين ، لهو لب المشكل ، خاصة في الأحياء التي تعاني مشاكل جمة ، مثل أحياء شمال غرب المدينة وجنوبها الغربي إضافة إلى الأحياء القديمة البناء في وسط المدينة .
ولا تتوقف اختلالات البنية التحتية والمنازل عند حد ما فضحته الأمطار ، بل إن مصادر تحدثت عن مضاربين عقاريين وسماسرة يتاجرون في مصير المدينة ، بعدما عمدوا إلى تحويلها إلى مستنقعات مائية بعد كل نزول للمطر ومنازل تم بناؤها بدون أي معايير تذكر بخصوص الجودة والسلامة ، ما يطرح العار على السلطات المحلية والمجالس المنتخبة والقطاعات المعنية بمساءلة من كلفوا بمشاريع تهيئة المدينة في العقود الماضية ومحاسبتهم ، لأن هذا المشكل المتجدد بات يؤرق الساكنة قبل الوافد ، في مدينة أضحت وجهة سياحية عالمية ومحجا للمؤتمرات والمهرجانات الدولية وبها عدد كبير من القنصليات الدولية ، ما يلح على الجهات المعنية التفكير و بشكل مستعجل لوضع حد لهذه المشاكل البنيوية التي أضرت بسمعة المدينة وساكنتها .