اسلمو باعمر .. متصوف المحراب الفني و حكيم الصامتين في ذمة الله

هيئة التحرير25 يناير 2023آخر تحديث : الأربعاء 25 يناير 2023 - 11:39 صباحًا
هيئة التحرير
حوادث
اسلمو باعمر .. متصوف المحراب الفني و حكيم الصامتين في ذمة الله

بقلوب مكلومة مؤمنة بقضاء الله و قدره ، تلقت أسرة التعليم و الفن بجهتنا ، بل كل ساكنة جهة الداخلة وادي الذهب ، نعي وفاة المسمى قيد حياته اسلمو باعمر ولد المبروك ..
المشمول بعفو الله الذي سلم روحه الطيبة الطاهرة لبارئها ، مشهود له بدماثة الخلق ، فلا يحدثك لسانه الذي طغت عليه لكنة اسبانية الا بالحديث الطيب..حين يغضبه احد يعرف في صمت الحكماء و ينسحب في هدوء الاخيار الاطهار..
درس الفن بطريقة علمية في كوبا حتى اعتبر احد اجود و امهر العازفين على آلة القيثارة الكهربائية، ليس على صعيد جهتنا فحسب ،بل على الصعيد الوطني، كثيرا ما يتم تكليفه على صعيد المديرية الجهوية للثقافة الداخلة وادي الذهب مؤطرا فنيا للفرق الموسيقية الحسانية ، عرفانا بدرايته الموسيقية العالمية، هو الذي لحن العديد من الاغاني الحسانية الخالدة التي تنال استحسان كبار الفنانين الذين يزورون مدينة الداخلة..
الراحل الفقيد اسلمو ولد المبروك خسارة تربوية و فنية و انسانية كبرى يستحيل سد فراغه هو الغائب عنا جيدا و الحاضر فينا روحا و انسانا حظي قيد حياته بتقدير و احترام و محبة قل نظيرها و عز مثيلها..
جاء الحياة في صمت الحكماء و غادرها بحكمة الصامتين ..نعم رحل اسلمو باعمر…رحل احب الناس الى قلوب عارفيه من أسرة التعليم بجهتنا..رحل الفنان العازف والعاشق الدائم لجمال الروح ..رحل الإنسان المرهف الإحساس والمحب للخلوة بفيض إشراقاتها الروحية ، هو الذي ظل في سنوات حياته الاخيرة مرابطا بالمسجد..رحل العاشق الصامت الحكيم للمدينة و البحر و الوتر..رحل الصديق والرفيق المحترم والحنون …رحل ساكن المدينة وحافظ أخبارها وأسرارها واسماء حاراتها والقاب أهلها والأماكن المحفوظة في قلبه والوجدان والمحفورة في الذاكرة والمجسدة بعزف انامله المصنوعة من عبقرية و فن و جمال..رحل المبدع الفني بالفطرة و بالتكوين العلمي الرصين و خصوبة الابداع الفني الرقيق و العميق..رحلت الاخلاق المجسدة لحكمة الطيبين و روعة المبدعين و سحر ابتسامة ملائكية و ملامح تختصر تاريخ براءة الاطفال، هو الحالم و الحامل اوتار آلته الموسيقية البديعة بعضا من فرادته المتطلعة دوماً نحو الشمس..رحل ساكن البحر وصديق الأمواج وصفاء زرقة بحر عروسة المدائن وحورية التاريخ ..رحل صديق البسطاء وأنيس المتعبين ،ومقصد المساكين والمهمشين …
يا الله لكم عجًل صديقنا السفر ، وبدون استئذان او مراسيم …! ارتحل باكراً ،ومنكسراً دون ان يكمل معزوفته الأخيرة بإيقاع الفرح و انغام العابرين زمن الشموخ!
ارقد بسلام ايها الصديق العزيز ، وليحضنك تراب المدينة التي احببت وعشت ورمل الشاطيء الذي كحل عينيك وأسند الجسد المتعب ، والى جنان الخلد ايها الجميل المحبوب المسكون بالق الوهج الروحي السعيد يا عاشق اجريف الذي سكنه و سكن فيه، فودعه في خفقة وجدان و ومضة رحيل بروعة الانسان..!
بقلم ذ.احمد العهدي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة