يخلد المغاربة اليوم الذكرى الخامسة والستين لعيد الاستقلال، علما أن إلغاء معاهدة الحماية الفرنسية تم رسميا يوم الثاني من مارس سنة 1956، ما يثير تساؤلات لدى البعض عن سبب الاحتفال بذكرى الاستقلال يوم 18 نوفمبر وليس يوم 2 مارس.
معاهدة الحماية
يوم 30 مارس من سنة 1912 وقع المغرب وفرنسا معاهدة الحماية التي تعرف بـ”معاهدة فاس” و”معاهدة تنظيم الحماية الفرنسية للمملكة الشريفة”.
تضمنت المعاهدة تسعة بنود، مما جاء في بعضها إلزام سلطان المغرب بالحصول على موافقة الحكومة الفرنسية قبل توقيع أي معاهدة دولية، ومنح القوات العسكرية الفرنسية حق الانتشار في التراب المغربي.
المطالبة بالاستقلال
نتيجة لتلك المعاهدة أصبحت المملكة خاضعة للحماية الفرنسية التي قاومها المغاربة وعلى رأسهم السلطان محمد بن يوسف الذي تولى الحكم في سنة 1927 وسنه لا يتجاوز 18 عاما.
وقد كان السلطان على تواصل مع الحركة الوطنية التي قامت بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال يوم الحادي عشر من يناير سنة 1944، وهي المناسبة التي يخلدها المغاربة إلى اليوم.
خطاب نوفمبر
في سنة 1953 ونتيجة لمقاومته سلطات الحماية، نُفي السلطان محمد بن يوسف وأسرته خارج المغرب قبل أن يعود يوم السادس عشر من نوفمبر عام 1955.
يومان بعد عودته، أي يوم 18 نوفمبر 1955 ألقى السلطان محمد بن يوسف الخطاب الذي كان يحمل بشرى قرب انتهاء نظام الحماية الذي خضعت له المملكة لمدة 44 عاما.
إلغاء الحماية
بعد خطاب 18 نوفمبر تم تشكيل الحكومة التي بدأت مفاوضات بهدف الحصول على الاستقلال، وهو ما توج بإلغاء معاهدة الحماية رسميا يوم 2 مارس 1956.
تبعا لذلك، تشير عدة مصادر إلى أن المغرب بدأ يحتفل بعيد الاستقلال يوم 2 مارس وذلك منذ سنة 1956 وإلى غاية سنة 1960، علما أنه كان يتم الاحتفال بعيد العرش يوم 18 نوفمبر من كل سنة.
عيد العرش
وفقا لعدة مصادر فقد تم تغيير تاريخ الاحتفال بالاستقلال من 2 مارس إلى 18 نوفمبر بعد اعتلاء الحسن الثاني العرش بتاريخ 3 مارس سنة 1961، وهو التغيير الذي يُفسر بسببين رئيسيين.
أحد السببين أن مناسبة عيد الاستقلال حينها (2 مارس) كانت تتزامن تقريبا مع مناسبة عيد العرش في عهد الحسن الثاني (3 مارس)، وثانيهما الأهمية والرمزية اللتين يكتسيهما تاريخ 18 نوفمبر ، كذكرى لعيد العرش في عهد محمد الخامس وأيضا كذكرى للخطاب الذي ألقاه بعد عودته من المنفى.