تقوم تجارة الخبز اليابس على عملية تجميع البضاعة ، حيث يشارك في هذه العملية ” أصحاب لكراريس ” الذين يجوبون أحياء المدينة وينقبون في حاوياتها و كل القمامات المنزلية التي تكون أمام عتبات البيوت ليلا ، ومداخل العمارات السكنية والشقق والإقامات ، زيادة على ذلك ” طلابين الصدقة” المتخصصين في جمع صدقات الخبز من البيوت ، دون نسيان مرجوعات الأفرنة المتخصصة في إنتاج “خبز السوق”.. هذه جولة تروم استكشاف عوالم هذه التجارة الرائجة.
فمنذ زمن ليس بالقريب إنتشر أصحاب “التجارة اليابسة ” ،وهم أشخاص يسبقهم شعارهم عن حرفتهم “خبيز كارم للبيع.. قراعي للبيع” و يدفعون كراريسهم أمامهم في الأزقة والدروب وهم يرددون نداء الاستجابة لما يرغبون في اقتنائه من البيوت ، ومهمتهم جمع بقايا الخبز الذي يفيض عن حاجة البطون منه ،و المشكل أن الواحد منهم يتحدث بمقدار ويكتفي بلازمة “هاداك الخبز اللي تنجمعو غادي يتلاح غير ف الزبل حاشاك.. تنديو فيه غير لاجر”و كأنه يخشى إفشاء أسرار مهنة غاية في السرية! يحتاج المرء إلى الإلحاح للحصول على المعلومة التي تهم “موالين الخبز اليابس..و فين ما مشيتي كاينين غير هما ولاو كينشرو الخبز ديالهم ينشف في عقارات الغير ” ، وهو ما قد يتسبب لامحال في إنتشار الجرذان المختلفة الأحجام وهو ما قد يشكل كذلك خطرا كبيرا على صحة المواطن .
وفي ذات السياق وإن كانت تجارة الخبز اليابس مدرة للدخل على أصحابها إلا أنها تشكل خطرا على صحة المواطن خصوصا بالأحياء التي يستغلها هؤلاء الباعة لنشر خبزهم اليابس على الأرض ، حتى يتعرض لأشعة الشمس بالقدر الكافي ويكون صالحا للبيع ، وكما أشرنا سابقا قد تكون هذه العملية سببا في إنتشار الجرذان والحشرات الأخرى.
وبالتالي يبقى من الواجب على الجهات المسؤولة التدخل لتنظيم هذه التجارة اليابسة ، وكذا تعقيم الأحياء التي تعرف ظاهرة نشر الخبز اليابس كماهو ظاهر في الصورة ????.
