انطلقت، مساء اليوم الأربعاء ، بمنطقة تاورطة بمدينة الداخلة، شرارة اعتصام مفتوح يقوده عدد من الشباب المطالبين بحقوقهم الأساسية في الشغل والسكن، في مشهد جديد يعكس عمق الإحباط الاجتماعي وعودة صوت الشارع بعد فترة من الهدوء.
فمن أمام المساكن الاجتماعية بالجهة، أعلن المحتجون تمسكهم بالبقاء في مكان الاعتصام إلى حين فتح حوار جاد ومسؤول معهم، مؤكدين أن الوعود السابقة، خاصة تلك التي صدرت عن قائد منطقة العركوب، لم تُنفّذ رغم مرور الوقت، وأن الصبر نفد أمام ما وصفوه بـ”اللامبالاة الرسمية”.
وخلال مداخلاتهم، وجه الشباب انتقادات حادة لأداء المنتخبين المحليين والمسؤولين، معتبرين أن غيابهم المتواصل عن قضايا المواطن الاجتماعية زاد من تعقيد الأوضاع، وأن عودتهم المتزامنة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية تثير تساؤلات حول صدق النوايا.
أحد المحتجين عبّر بعبارة لاذعة قائلاً: “أكلوا حتى أصيبوا بالتخمة، ونسوا أن هناك من لم يجد لقمة العيش… كفى من الأكل على حساب معاناة الناس!”، في تعبير رمزي عن الإحساس بالتهميش وفقدان الثقة في الوعود المتكررة.
ويؤكد المعتصمون أن تحركهم السلمي سيستمر إلى حين الاستجابة لمطالبهم أو فتح قنوات الحوار معهم، محمّلين المسؤولية للجهات المنتخبة والسلطات المحلية في ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية بالمنطقة.
ويأتي هذا الاعتصام ليعيد إلى الواجهة الملف الاجتماعي بجهة الداخلة – وادي الذهب، خاصة في ظل تصاعد المطالب المرتبطة بالتشغيل والسكن، وهي قضايا ما تزال تُراوح مكانها رغم تعدد اللقاءات والمبادرات الرسمية.
