أجرت جريدة ماروك إبدو حواراً مع السيد الخطاط ينجا، رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، تحدث فيه عن التحولات العميقة التي عرفتها الجهة منذ استرجاعها إلى الوطن الأم سنة 1979 وصولاً إلى سنة 2025، مؤكداً أن ما تحقق خلال هذه الفترة يجسد تحولاً حقيقياً جعل الداخلة قطباً تنموياً صاعداً ومجالاً واعداً للاستثمار.
في مستهل حديثه، استحضر الخطاط ذكرى 14 غشت 1979، حين جدد علماء وأعيان وممثلو قبائل وادي الذهب قسم الولاء للعرش العلوي المجيد، معتبراً أن هذه اللحظة التاريخية كرّست التشبث الدائم بالوحدة الترابية والوفاء للملك الراحل الحسن الثاني. وأوضح أن إحياء هذه الذكرى اليوم يأتي متزامناً مع مكتسبات دبلوماسية كبرى حققها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، من بينها اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء وافتتاح قنصليات دول عديدة في العيون والداخلة، تأكيداً لمشروعية المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية.
وأشار رئيس الجهة إلى أن الداخلة كانت سنة 1979 تفتقر إلى البنيات التحتية الأساسية والخدمات الاجتماعية والاقتصادية، ما استدعى تعبئة وطنية لتدارك هذا التأخر. وأضاف أن إطلاق النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية مكّن من إحداث نقلة نوعية في مسار الجهة، حيث شُرع في تنفيذ مشاريع كبرى مثل الميناء الأطلسي الجديد، ربط المنطقة بالشبكة الكهربائية الوطنية، وتعزيز الربط الجوي والبري، فضلاً عن برامج اجتماعية وثقافية حسّنت مستوى عيش السكان.
وأكد الخطاط أن التنمية في جهة الداخلة وادي الذهب ليست خياراً عابراً، بل رهان استراتيجي وحاسم لضمان استقرار الصحراء المغربية وحسم هذا النزاع الإقليمي المفتعل. وأبرز أن الجهة أصبحت اليوم مركزاً اقتصادياً واعداً وجسراً للتبادل بين إفريقيا وأوروبا، وبوابة استراتيجية للمغرب نحو عمقه القاري.
واختتم رئيس مجلس الجهة تصريحه بالتأكيد على أن الداخلة، بين عامي 1979 و2025، انتقلت من منطقة تعاني خصاصاً كبيراً إلى قطب حيوي للتنمية والإشعاع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بفضل الرؤية الملكية السديدة والسياسات الوطنية المندمجة.