بقلم : أحمدو بنمبا
ادى سقوط مولودية الداخلة أمام إتحاد ورزازات ضمن منافسات الجولة الأخيرة من القسم الوطني الأول هواة ، بنتيجة قاسية إلى ظهور الكثير من المحللين والكتاب والمنتقدين حيث انقلبت صفحات الفيسبوك إلى نشرات وصفحات رياضية ، تضم آراء وتحليلات ، بعضها وقف على أسباب خسارة المولودية ، من وجهة نظر شعبية ، وتعليقات مصاحبة لا تنظر إلى تاريخ الفريق وأمجاده !
تحليلات تجاوزت لغة اللوم والغضب ، لتقسو على الفريق ومكتبه المسير ، والتطرق إلى مواضيع أخرى لا علاقة لها بحدث الخسارة ، فضياع الأمل بالفوز في المباراة التي أقيمت على ملعب سيدي داود ، تبعته حملات شجب وعتاب ، وقفت وراء هذه الحالة العامة من الغضب ، وأسالت مداد بعض الفسابكة كتابة وتعليقا ، ما دفعنا إلى طرح السؤال الاتي : هل يحق لأي كان من الفسابكة إطلاق التحليلات الرياضية والتفسيرات حول أسباب الخسارة دون وجود أدنى خبرة ، حتى إن بعض من علق ليست لديه اهتمامات رياضية ، فضلا عن أنهم لا تربطهم بالرياضة أية رابطة اللهم إن كان لحضور المباريات ومشاهدة البرامج الرياضية فقط .
سبحان الله ، فقد أصبح عندنا شعب من المحللين الرياضيين وقضاة ومحاسبين ، هكذا قال أحد المتابعين لمهزلة الفسابكة وهو يقرأ ما ينشر على مواقعهم من تعليقات ، حيث انطلقت من أشخاص ليس لهم أدنى علاقة بالرياضة ، فتحول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فجأة الى محللين رياضيين يصدرون الأحكام والقوانين ويعاقبون الفريق ، بالاضافة الى نقاشهم في الدعم المقدم للنادي ( مولودية الداخلة) ، والذي مازال لا يصل إلى قدر ما تدعم به الفرق الأخرى على إمتداد أقاليم وجهات الوطن ، فهل ياترى تعليقات هؤلاء وتحليلاتهم كانت ستغير من نتيجة المباراة شيئا ، أم أنها ستساعد الفريق على التماسك للخروج من مأزق الهزيمة والرجوع إلى البطولات والمنافسات مستقبلا ؟
إن المشكلة التي بات يعانيها النادي ولاعبيه وهياكله ومكتبه المسير ورئيسه ، هي حملات تفريغ الكبت من خلال المواقع الاجتماعية والتعبير والتعليق واطلاق الأحكام والتحليلات ، إن كان فعلا تفريغا بطريقة حضارية ملامسة للواقع ، فلابأس ، إلا أنه جاء عكس ذلك للأسف الشديد .
تعليقات كثيرة عجت بها صفحات الفيسبوك ، بعضها حمل رئيس النادي المسؤولية ، في حين ذهب بعضهم لـتحميل المكتب المسير المسؤولية الكاملة ما يطرح فرضية أن هناك أيادي خارجية تضغط لصالحها فقط عبر إقحام أشخاص والزج بهم في الواجهة واللعب على وتر السياسة وإدخالها المسطيل الأخضر علما أن السياسة لا علاقة لها بكرة القدم ، ثم التغاضي عن ما حققه النادي لسنوات خلت من كون أنها كانت تقبع في درجة الهواة 2 ، وبفضل الرئيس وطاقمه من أبناء مدينة الداخلة ،صعد الفريق إلى درجة الممتازة ، وهذا بحد ذاته إنجاز يجب الوقوف عنده والتأمل فيه ، فما حدث يعتبر نتيجة سلبية أنتجت ردات فعل خاطئة وغاضبة وبعيدة كل البعد عن دعم الفريق وتشجيعه بقدر ماهي تحبط الفريق وتعيبه ، بل وركزت هذه الشطحات الفيسبوكية على أمور أخرى غير التي كان من الواجب مناقشتها ؟