بعد نجاح النسخة الثانية لملتقى الساحل الداخلة في الدفع بإعداد مسطرة التصميم الجهوي للساحل ، والمنظم من طرف جمعية السلام لحماية التراث البحري ، جاءت النسخة الثالثة تتويجا لتنسيق مؤسساتي، حيث تختزل هذه المعالم التاريخية جزءاً مهما من ذاكرة المدينة ، وتمثل أحد عناصر الجذب السياحي، وعبر رئيس الجمعية في عرضه أن برنامج أوراش الذي أطلقه المجلس الاقليمي ساهم في مأسسة مقاربة تشاركية في دعم الجمعية لصيانة المعالم التاريخية بالمدينة بعدما شاركت مديرية الثقافة فيه وسخر المجلس الجماعي للداخلة إمكانيته المتاحة لنجاح هذا الورش.
وقدم الشيخ المامي أحمد بزيد عرضا حول سير أشغال الصيانة التي تقوم بها الجمعية مشيرا الى أنها انتهت في باب القوس التاريخي، كما أشار الى أن الاشغال في مراحلها الاخيرة في حصن الفورتي الساحلي الذي يعتبر أحد أقدم المعالم التاريخية بالمدينة .
وبعد انتهائه من تقديم العرض، افتتح رئيس الجلسة السيد مربيه ربو بوهالة المحور الثاني : صيانة المعالم التاريخية بين المخططات والسياسات القطاعية، حيث أشاد المدير الجهوي للثقافة بهذه المبادرة مؤكدا أن عمليات التقييد جارية على قدم وساق، مؤكدا وجوب تظافر الجهود لصيانة المعالم التاريخية المقيدة من التخريب والإهمال. و عبر ممثل وزارة التجهيز والنقل السيد السعداوي محمد عن انفتاح القطاع على ضرورة تمديد البرنامج ليشمل باقي المعالم التي يحتضنها ساحل مدينة الداخلة، كما أكد المندوب الاقليمي للسياحة السيد السباعي محمد على إمكانية ادراج المعالم التاريخية ضمن المسالك السياحية بالجهة وذلك بعد الانتهاء من صيانتها وترميمها تنويعا للعرض السياحي، وفي نفس السياق سجل ممثل الوكالة الحضرية السيد علي الرميثي على ان المعالم في صلب مخططات التهيئة الحضرية للمدينة.
وفي المحور الثالث، تحت عنوان المعالم التاريخية بين حمايتها والوعي بأهميتها عرف ممثل اللجنة الجهوية لحقوق الانسان السيد محمد الأغظف السملالي في عرض قدمه، بالجهود المبذولة من طرف المجلس في حماية التراث الثقافي وحفظ الذاكرة، كما نبه الدكتور محمد ماء العينين الى أهمية هذه المعالم وارتباطها بالذاكرة الجماعية، واستحضر الشيخ محمد علي ولد البخاري البعد المعنوي في هذه المعالم مؤكدا أن بعضها يرمز الى جانب من التراث المادي للمقاومة، وانصبت باقي المداخلات في هذا المحور حول أهمية هذه المباني التاريخية و استحضار الخطر المتنامي الذي بات يهددها ، وضرورة مضاعفة الجهود للحفاظ عليها وتثمينها .
وفي ختام الملتقى تلى رئيس الجلسة التوصيات :-
– ضرورة تمديد هذا الورش ليشمل باقي المعالم الساحلية.
-وجوب تعبئة باقي المؤسسات المعنية لانجاح عمليات الصيانة واستداماتها
-فاعلية ادراج المعالم التاريخية ضمن المسالك السياحية
-أهمية دعم مجهودات الجمعية لتثمين هذا التراث الساحلي