في قراءة للمشهد الحزبي مؤخرا والصراع الدائر بين القطبين الحزبيين في الداخلة ” حزب الإستقلال ” من جهة وحزب ” التجمع الوطني للأحرار ” نرى أن الإستقلال حاول الإنطلاق من مكونات المجتمع الصحراوي المبني على مؤسسة القبيلة في أبعادها الإجتماعية والسياسية عبر إستقطاب تمثيليات مباشرة عكس حزب الأحرار الذي حاول تغطية الدوائر الإنتخابية دون الرجوع إلى المكون الإجتماعي بإعتباره مؤسسة مكملة لعمل المؤسسة الحزبية وباتت كل إستراتيجيات حزب الأحرار في هذا المجال لا تعدو أن تكون إلا ردود فعل لكسب الوقت وسلوكات احترازية بعيدة عن المنطق والواقعية ومعالم الديمقراطية الحزبية التي تراعي كل مكونات المجتمع الصحراوي .
وحتى لا نغرق في فصول الإختلالات ، فالقائمين على حزب الأحرار مازالو ينهجون المقاربة الكلاسيكية التي تفتقر إلى مبادئ التشاركية والحداثة والحكامة الحزبية الجيدة ،مما أثر على عملهم الحزبي وإنعكس سلبا على قناعات الناخب الذي بدأ يفكر في حلول استعجالية تغازل تطلعات الأحزاب الأخرى المراعية للمكون الإجتماعي في الترشيح كحزب الإستقلال مثلا ، وتواكب في نفس الوقت المتغيرات الراهنة عموما لتجاوز الإكراهات والمعاناة التي يخلفها قصر النظر السياسي في نفس الناخب .
بقلم : أحمدو بنمبا