في كلمة مقتضبة اتسمت بروح النصح والمسؤولية، دعا عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، شباب ما يُعرف بـ”جيل Z” إلى مراجعة الإعلان الأخير الذي دعوا فيه إلى احتجاجات جديدة، مؤكداً أن “رسالتهم وصلت منذ البداية” وأن من الحكمة اليوم “إيقاف الضغط والاحتكام إلى التعقل حفاظاً على صورة الوطن”.
وقال بنكيران، في حديثه الموجه للشباب، إن من الإيجابي أن يتطور وعيهم يوماً بعد يوم وأن يستدلوا في خرجاتهم بالخطب الملكية، معتبراً ذلك دليلاً على النضج والمسؤولية. غير أنه عبّر عن أسفه لأن الإعلان الأخير فُهم منه أن الشباب يستعدون لتعبئة واسعة يوم الخميس، في توقيت يسبق الخطاب الملكي المنتظر يوم الجمعة، وهو ما وصفه بـ”الخطوة غير الموفقة”.
وأضاف بنكيران قائلاً: “السلطات أظهرت قدراً كبيراً من الحكمة بعدم التعرض للمحتجين السلميين، وأنتم بدوركم أكدتم على سلميتكم، وهذه مكتسبات مهمة يجب الحفاظ عليها، لكن الضغط بهذه الطريقة لا يقبله المغاربة، ولا يخدم قضيتكم العادلة”.
وطالب بنكيران الشباب بتمديد فترة التوقف عن الاحتجاجات لتشمل يومي الخميس والجمعة، مشدداً على أن “الرسالة وصلت بوضوح، والاستمرار في الضغط لن يغير شيئاً، بل قد يُساء فهمه خصوصاً في لحظة وطنية حساسة تُوجّه فيها الأنظار نحو الخطاب الملكي أمام البرلمان”.
وفي ما يخص المطالب التي يرفعها شباب “جيل Z”، اعتبر بنكيران أنها مشروعة ومعقولة، وتشمل ثلاث نقاط رئيسية:
1. إقالة الحكومة ومحاسبتها،
2. تعزيز قطاعي الصحة والتعليم باعتبارهما أولوية وطنية جامعة،
3. الإفراج عن المعتقلين في إطار مقاربة إنسانية ودستورية.
وأوضح أن هذه المطالب يمكن التفاعل معها دستورياً وسياسياً، داعياً الشباب إلى الحفاظ على نهجهم السلمي والعقلاني، ومؤكداً أن أي إصلاح حقيقي لا يمكن أن يتم إلا في إطار الوحدة الوطنية والمؤسسات الشرعية.
وختم بنكيران حديثه بالقول: “أنا متأكد أنكم لا تريدون الإضرار بصورة بلدكم، ولا أن تُستغل حركتكم من جهات معادية للمملكة، فإن كان هدفكم إصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفساد، فاعلموا أن المغاربة سيكونون إلى جانبكم”.
بهذه الرسالة، أعاد بنكيران التأكيد على موقع النصح الهادئ والحوار البناء كطريق أمثل لتجاوز التوترات الاجتماعية، في لحظة سياسية دقيقة يعيشها المغرب بين تطلعات الشباب وحكمة الدولة.
