بين الخرائط والواقع .. متى ترى تجزئات الداخلة النور ؟

هيئة التحريرمنذ 4 ساعاتآخر تحديث :
بين الخرائط والواقع .. متى ترى تجزئات الداخلة النور ؟

الداخلة، المدينة الساحلية التي باتت محط اهتمام عالمي كسياحة واستثمار، تشهد توسعًا عمرانيًا واضحًا نحو الشمال، حيث وزعت البقع الأرضية في عهد الوالي السابق لامين بنعمر ضمن عدة تجزئات، منها الهناء 1 و2، الواحة، الجزيرة، تاورطة، السعادة 1 و2. هذه البقع، على الرغم من مرور سنوات، لا تزال تنتظر التجهيز الذي يعني السماح لأصحابها بالبناء وبدء امتداد عمراني حقيقي للمدينة.

التأخر في تجهيز البقع الأرضية يعكس فجوة واضحة بين الطموحات الرسمية والواقع على الأرض. فبينما توسعت الخرائط والخرائط التنظيمية شمالًا، بقيت البنية التحتية ناقصة، والطرق والخدمات الأساسية غير متوفرة، تاركة ملاك البقع أمام واقع يومي من الانتظار والقلق، في حين يترقب المستثمرون الفرص الضائعة التي يمكن أن تُسهم في تعزيز مكانة الداخلة كوجهة سياحية واستثمارية عالمية.

التحليل يقودنا إلى مقارنة بين فترات التدبير: إدارة سابقة وزعت البقع الأرضية بسرعة، لكنها لم تُكمل المراحل الأساسية للتجهيز، تاركة المشاريع حبيسة الورق، بينما يقع على عاتق الإدارة الحالية للوالي علي خليل اختبار حقيقي لقدرتها على تحويل الخطط إلى واقع ملموس. هنا يكمن السؤال المركزي: هل ستصبح خطط التنمية على الورق حقيقة على الأرض؟

توسع المدينة شمالًا ليس مجرد امتداد جغرافي، بل هو اختبار لإدارة متكاملة تتطلب التخطيط للطرق، شبكات المياه والكهرباء، الخدمات العامة، والمساحات الخضراء، مع مراعاة حقوق ملاك البقع الأرضية الذين ينتظرون تجهيز ممتلكاتهم ليبدأوا البناء والاستثمار. أي تأخير إضافي يعني ليس فقط فقدان الفرص الاستثمارية، بل أيضًا تفويت فرصة وضع الأسس لمدينة متكاملة تعكس الطموح الحقيقي للداخلة.

القدرة على تجهيز التجزئات بسرعة وفعالية ستكون مؤشرًا مباشرًا على كفاءة الإدارة الحالية في ربط الماضي بالحاضر، بين وعود الإدارة السابقة ونتائج ملموسة على الأرض، وبين توسع الخرائط شمال المدينة وحقوق ملاك الأراضي. الداخلة اليوم أمام مفترق طرق حقيقي: إما أن تتحول الخرائط إلى واقع عمراني ملموس، أو أن تبقى مجرد خطوط على الورق لا تعكس طموحات المدينة ولا حقوق ملاك البقع الأرضية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة