تفويت السكن الوظيفي للغير إشكال حقيقي يجب التصدي له !

هيئة التحرير8 ديسمبر 2023آخر تحديث :
تفويت السكن الوظيفي للغير إشكال حقيقي يجب التصدي له !

بقلم : أحمدو بنمبا

قد لا يختلف إثنان أن المساكن الوظيفية بكل القطاعات العمومية ، تحولت إلى علب سوداء تضرب في صميم مبدأ الحكامة الجيدة وتخليق المرافق العمومية ، حيث تدار خارج قوانين وأنظمة الإدارات المعنية ، وحيث أنها تسلك سبيل الفوضى في كثير من الأحيان لاسيما في تفويتها بطرق غير سليمة عند إنتهاء مهام بعض المستفيدين منها ، أو انتقالاتهم لأماكن أخرى ، يدفعنا إلى إثارة مشكل الحيازة والتملك الذي هو في غالب الأحيان يحرم موظفين جدد من إمكانية الحصول على مساكن وظيفية يفرضها القانون مع طبيعة أعمالهم ومسؤولياتهم الإدارية ، بل ويجعلنا نتساءل عن الكيفية المعقولة للتصدي للمشاكل المترتبة عن السكن الوظيفي ؟

لاشك أن المؤسسات العمومية بكل مدينة أو منطقة حضرية أو شبه حضرية، توجد بها مساكن وظيفية لفئات كثيرة من الموظفين ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، وزارة الداخلية من : (قواد، باشوات، رؤساء دوائر، رؤساء مصالح .. حراس مرافق الوزارة، .. ) ، إلا أن هناك مشاكل ترتبط غالبا في طرق تفويت السكن الوظيفي ،وحتى لا نذهب بعيدا ، ففي العديد من الوقائع لاسيما واقعة السكن الوظيفي بالداخلة الذي أثارته وسائل إعلام محلية ، بخصوص السكن الوظيفي ، الذي كانت تشغله مديرة ديوان الوالي السابق لجهة الداخلة وادي الذهب ، حيث طفى على السطح مشكله وبات حديث الإعلام و الصفحات الفيسبوكية وحتى المتابع للشأن المحلي ، مشكل إذا لم يتم إستئصاله بشكل تام ، ستبقى تداعياته على الموظف المعين حديثا ، يضطر من خلاله إلى تدبير أمور سكنه بنفسه ومواجهة سيل من المعاناة والمشاكل المترتبة عن ذلك .

إن ما وقع للمسكن الوظيفي التابع لوزارة الداخلية بجهة الداخلة ، قد يقع داخل مصالح ومؤسسات أخرى ، ما يحتم على كل القطاعات ومصالحها الخارجية أن تقوم بعملية شاملة لجرد وإحصاء عدد ونوعيات مساكنها الوظيفية ، وأن تضع مخططا واضح المعالم لتقنين عمليات الاستفادة منها ، حتى لا تكون عرضة للإستحواذ عليها بطرق ملتوية ويتم تفويتها أخيرا لأشخاص على أساس التمليك .

فكيف يعقل أن يتم تعيين موظف وله الحق في السكن الوظيفي ، فلا يجده بسبب أن العديد من المنازل الوظيفية الخاصة به ، مستغلة من طرف الغير ، وهذا نموذج من بين أخرى كثيرة ومتعددة، تؤكد مشاكل ومعاناة وحرمان فئات عدة من الموظفين العموميين ، قد تؤثر بشكل أو بأخر في العطاء المهني والأخلاقي لمجموعة كبيرة منهم ، وتضعف خدماتهم كذلك …

وأخيرا يبقى السبيل الوحيد لمعالجة مشكل السكن الوظيفي ، هو إحداث لجنة محلية مختلطة ، من أجل جرد وإحصاء كل المساكن الوظيفية ، وإفراغ المحتلة منها ، ووضع شروط ومعايير دقيقة للاستفادة منها ، وقوانين واضحة، توجب الإفراغ وفق آجال محددة ، حتى لا تفقد الوظيفة أحد أهم وأبرز مكاسبها المتمثلة في الاستفادة من السكن الوظيفي ، والذي غالبا ما يكون الحافز الأكبر للإستقرار المهني والعطاء بجدية ومسؤولية للكثير من الموظفين .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • امغلد الحسين
    امغلد الحسين 31 يناير 2025 - 11:22

    السكن الوظيفي يدخل ضمن الاملاك الخاصة ، وهذه الفئة يمكن تفويتها لمستغليها وفق شروط وضوابط قانونية.. اما السكن الاداري المستغل من قبل بعض الاطر الادارية (قواد، باشوات، رؤساء دوائر، رؤساء مصالح .. ) لا يمكن تفويتها…

الاخبار العاجلة