بقلم : خدة اهل الشيخ
إن حلم البعض الذي بات يبوح به سرا وعلانية وفي مقالات تأنف عن مجاراتها الموضوعية والحقيقة، ماهو إلا سراب، ينساب من أودية الساقية الحمراء الجميلة ليختبر واقعيته أمام أمواج الخليج الذهبي.
ينتظر كل متتبع للشأن السياسي والحياة الحزبية بفارغ الصبر ، مسار تكوين اللجنة التنفيذية الاستقلالية، التي تسبقها دراسة دقيقة لتوازن القوى داخل الهيكل الحزبي الداخلي، ومتابعة لقاءات وتواصل مع مختلف الشخصيات المؤثرة في الساحة السياسية الحزبية.
يتخيل المهتمون ويبحثون في دراساتهم وتصوراتهم المستقبلية عن الأشخاص المحتملين لشغل مناصب المكتب التنفيذي، والتي يتجه الأمر نحو استكمالها في الوقت الراهن، لما شهده الحزب في الايام الأخيرة من تحولات جذرية في هيكله الداخلي ومشهده السياسي، الذي يمكن وصفه بأنه نسف مثالي لرؤى وأساليب قديمة، كتنسيقية الجهات الثلاث.
لقد أدى قرار تفعيل المفتشية العامة من خلال لجنة القوانين إلى تحول جذري في التفكير والعمل داخل حزب الاستقلال، فعلى الرغم من أن هذا القرار كان موضع دراسة واهتمام، فإن تكييف النخبة السياسية مع هذا الوضع الجديد يتطلب الآن رؤى ومواقف وأساليب جديدة تنسجم مع الظروف المتغيرة.
كان ينظر البعض لجهة الداخلة وادي الذهب كحديقة خلفية لمنزله الهاري.. وما هي إلا واحدة من الجهات الواعدة في المغرب، حيث تتمتع بموقع استراتيجي هام على الصعيد الوطني والإقليمي، وتحمل إمكانيات كبيرة للتنمية والازدهار في مختلف المجالات.
استطاعت جهة الداخلة وادي الذهب أن تحقق مجموعة من الإنجازات البارزة في مجالات التعليم، والصحة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والتعاون الدولي، تحت إدارة السيد الخطاط ينجى، رئيس الجهة..
وإذ يعتبر التعليم واحد من أهم الركائز في بناء المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة، ولهذا السبب قامت جهة الداخلة وادي الذهب بالتركيز بشكل كبير على تطوير قطاع التعليم، بتنفيذ مشاريع عديدة في هذا الصدد، منها إنجاز 10 مدارس جديدة بكلفة 100 مليون درهم، وتجهيز 50 مؤسسة تعليمية بالمعدات الرقمية والإنترنت بكلفة 50 مليون درهم، ودعم التعليم الأولي والثانوي بتكلفة 20 مليون درهم، وتعزيز التعليم العالي من خلال إنجاز كلية متعددة التخصصات بكلفة 100 مليون درهم ومعهد عالي للتكنولوجيا بكلفة 80 مليون درهم.
أما في مجال الصحة، فقد قامت الجهة بجهود مستمرة لتحسين الخدمات الصحية وتوفير الرعاية الطبية للمواطنين، فمن بين الإنجازات في هذا المجال: توسيع وتجهيز المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالداخلة، وتحسين مؤشرات الأداء الصحي مثل معدل التمدرس ومعدل الإنجاب ومعدل الأمية ومعدل الوفيات.
اما في مجال التنمية الاقتصادية في الجهة تم تنفيذ مشاريع من أبرزها:
– مشروع ربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء بتكلفة 2372 مليون درهم، لضمان الإمداد الكهربائي وتخفيض تكلفة الإنتاج والاستهلاك.
– مشروع تثمين ست مناطق للصيد البحري بتكلفة 1443,72 مليون درهم، لتحسين بنية الصيد والخدمات للمهنيين وزيادة القيمة المضافة للمنتجات البحرية.
– مشروع تحلية مياه البحر لسقي 5000 هكتار بتكلفة 1305 مليون درهم، لتطوير الفلاحة وتحسين دخل الفلاحين.
– مشروع بناء ميناء الصيد الجديد بالمهيريز بتكلفة 242 مليون درهم، لتعزيز القدرة الاستيعابية وتنمية النشاط الاقتصادي والسياحي.
– مشروع توسيع الطريق بين الداخلة وبوجدور بتكلفة 187,8 مليون درهم، لتحسين السلامة المرورية وتسهيل حركة النقل والتجارة.
بفضل مشاريع التنمية الاقتصادية، حققت الجهة نموا اقتصاديا ملحوظا بمعدل 4,2% في 2019، وشهدت زيادة في الاستثمارات الخاصة والعمومية، حيث بلغت الاستثمارات الخاصة 1,2 مليار درهم في 2018 مقابل 661 مليون درهم في 2017، والاستثمارات العمومية 2,8 مليار درهم في 2019 مقابل 2,3 مليار درهم في 2018.
كما تركز الجهة بشكل كبير على التنمية الاجتماعية والتضامنية، من خلال مشاريع مهمة تضمن تحسين الخدمات الاجتماعية وتقليص الفوارق وتعزيز التماسك الاجتماعي، وتضمنت هذه المشاريع:
– توسيع وتجهيز المستشفى الجهوي لتحسين الخدمات الصحية بتكلفة 200 مليون درهم.
– دعم الجمعيات والتعاونيات النسوية والشبابية بتكلفة 50 مليون درهم لتعزيز المبادرات الاجتماعية والاقتصادية.
– تأهيل وتجهيز المؤسسات التعليمية والثقافية والرياضية بتكلفة 100 مليون درهم لتحسين جودة التعليم والثقافة والرياضة.
بفضل هذه المشاريع، تحسنت مؤشرات التنمية البشرية والاجتماعية في الجهة، حيث ارتفع معدل التمدرس وانخفض معدل الأمية، وشهدت الحركية الجمعوية والتعاونية والثقافية والرياضية تطورا إيجابيا.
كذلك تركز الجهة بشكل كبير على التنمية الثقافية والحفاظ على تراثها التاريخي والثقافي، وتضمنت هذه الجهود عدة مشاريع وبرامج مهمة، منها:
– إنشاء متحف جهوي للتراث الثقافي والتاريخي بتكلفة 50 مليون درهم لتوثيق الذاكرة التاريخية والثقافية وتعزيز السياحة الثقافية.
– إنشاء مركز جهوي للفنون والثقافة بتكلفة 40 مليون درهم لدعم الإبداع الفني والثقافي وتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية.
– إقامة مكتبة جهوية عمومية بتكلفة 30 مليون درهم لتعزيز القراءة والبحث والتبادل الثقافي.
– إنشاء مركز جهوي للتربية غير النظامية والتعليم الثقافي بتكلفة 20 مليون درهم لتقديم خدمات تربوية وثقافية للفئات المهمشة.
من خلال هذه المشاريع، تم تعزيز هوية الجهة الثقافية والحضارية وتعزيز القيم الانفتاحية والتسامحية والتعددية، إضافة إلى دعم الإبداع والتميز في المجالات الفنية والثقافية، وتحقيق التكامل والتفاعل مع الثقافات الأخرى.
تعمل الجهة بجدية على التنمية البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال عدة مشاريع وبرامج، منها:
– إنشاء محطة لتحلية مياه البحر لسقي 5000 هكتار بتكلفة 1305 مليون درهم لتطوير الزراعة وتحسين دخل الفلاحين.
– إقامة مزرعة ريحية بقدرة 300 ميغاواط بتكلفة 4000 مليون درهم لتوليد طاقة كهربائية نظيفة وتحسين الأمن الطاقي للجهة.
– إنشاء محمية طبيعية بحرية بتكلفة 100 مليون درهم لحماية النظم البيئية وتعزيز السياحة البيئية.
– إقامة مركز جهوي للتثمين والتحويل والتسويق للنفايات الصلبة بتكلفة 50 مليون درهم لتحسين إدارة النفايات وتحويلها إلى منتجات قيمة.
ويأتي تحسين التعاون الدولي ضمن أولويات جهة الداخلة وادي الذهب، حيث تعمل على توقيع اتفاقيات شراكة مع جامعات ومراكز بحثية وطنية ودولية، وتنظيم ملتقيات وورشات علمية وثقافية تسهم في تعزيز التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالجهة.
إلى جانب هذه الإنجازات، قام مؤخرا السيد الخطاط ينجى برحلة استثنائية عبر خلالها مسافة 18,000 كيلومتر من الداخلة جنوبا العائمة على ضفاف المحيط إلى مدريد، لندن وجهة مكناس، بهدف الدفاع عن ملف الصحراء والتعريف بمؤهلات وإمكانيات جهة الداخلة وادي الذهب وجذب الاستثمارات والشراكات الدولية.
بهذه الإنجازات والجهود المبذولة، تستمر جهة الداخلة وادي الذهب في تحقيق النجاحات الملموسة في مسارها السياسي التنموي والتقدمي، لتؤكد على دورها الحيوي في تحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز التعليم والصحة والتعاون الدولي في المنطقة.