أثناء إلقائه كلمته بمناسبة اللقاء المنظم بمدينة السمارة، والذي حضره عدد من قيادات حزب الاستقلال، وجه حمدي ولد الرشيد انتقادات حادة للإعلام المحلي، مستخدماً لهجته الحسانية المباشرة التي تعكس صلابة موقفه وعمق إحساسه بالإحباط من التغطية الإعلامية. فقد قال ولد الرشيد:
“الا يكتبو اعود ماهو حك ويكتبو، نحن لا نولي لهذا اهمية، الى كان راجل اجي قدامنا …”
الحدث السياسي في السمارة لم يكن مجرد تجمع حزبي، بل منصة لتوضيح موقف ولد الرشيد من الإعلام، الذي يراه أحياناً بعيداً عن المهنية وموضوعياً في نقل الوقائع. إن تصريحاته تكشف عن إحباطه من سياسات النشر التي قد تحرف الواقع أو تهمشه، وهو موقف يعكس صراعاً أوسع حول السيطرة على خطاب الإعلام في الأقاليم الجنوبية.
في التحليل، نجد أن عبارة “نحن لا نولي لهذا اهمية” تعكس رفضه لأي تهويل إعلامي أو تشويه للحقائق، بينما “الى كان راجل اجي قدامنا” تمثل تحدياً صريحاً لكل من يحاول المزايدة أو الإساءة، مؤكدًا على ضرورة المواجهة المباشرة والشفافية.
كما أن سياق اللقاء في السمارة يضيف بعداً إضافياً: فهو ليس مجرد انتقاد شخصي، بل موقف سياسي ضمن تجمع حزبي يؤكد على دور الإعلام في خدمة الصالح العام، بعيداً عن أي مصالح ضيقة أو تحيزات، وعلى أهمية المهنية في نقل الخبر بدقة وموضوعية.
خلاصة القول، حديث حمدي ولد الرشيد يمثل إنذاراً للإعلام المحلي، ويطرح تساؤلات جوهرية حول دوره في الأقاليم الجنوبية: هل يبقى ناقلاً للأحداث بموضوعية، أم أداة لتشكيل الرأي وفق مصالح معينة؟ حديثه الصريح يضع النقاش في قلب المشهد السياسي، ويبرز الحاجة إلى مراجعة شاملة للممارسات الإعلامية.