في السنوات الأخيرة، رسخت جهة الداخلة – وادي الذهب مكانتها كمنصة متقدمة للدبلوماسية الترابية في المغرب، بفضل الجهود المتكاملة التي تبذلها مختلف مجالسها المنتخبة، في انسجام مع التوجهات الوطنية الكبرى، وتحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
لقد استطاعت الجهة أن تتحول من منطقة حدودية إلى فضاء إشعاع دولي، وذلك من خلال انخراط مسؤوليها الترابيين في قضايا التعاون الإفريقي، تعزيز الروابط المؤسساتية، وتفعيل شراكات استراتيجية تدعم التنمية المحلية وتخدم مصالح الوطن.
الخطاط ينجا.. دبلوماسية جهوية برؤية ملكية
يُعد السيد الخطاط ينجا، رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، من أبرز الوجوه السياسية التي بصمت بوضوح على تحوّل العمل الجهوي من تدبير إداري محلي إلى فعل دبلوماسي استراتيجي يخدم قضايا التنمية والدولة في آنٍ معًا.
فالرجل يتمتع برؤية متكاملة ترتكز على الانفتاح، والتعاون متعدد الأطراف، وبناء علاقات مؤسساتية متينة مع الشركاء الدوليين، خاصة داخل القارة الإفريقية، وذلك في انسجام تام مع التوجه المغربي في ترسيخ الشراكة جنوب–جنوب.
وما يميّز الخطاط ينجا هو خطابه السياسي المتزن، وحضوره الميداني والدولي الدائم، وقدرته على نقل قضايا الجهة إلى المحافل الإقليمية والدولية بلغة مؤسساتية راقية، تجعل من مجلس الجهة شريكًا موثوقًا لدى العديد من الجهات والدول.
كما يحظى بتقدير كبير داخل الأوساط السياسية، حيث يُنظر إليه كأحد دعاة التنمية الترابية المستدامة، والمنتخبين الذين جسدوا فعليًا أبعاد الجهوية المتقدمة في بعدها الخارجي والدبلوماسي، مما يعكس نضج تجربة الأقاليم الجنوبية وقدرتها على لعب أدوار ريادية خارج الحدود.
محمد سالم حمية.. قيادة إقليمية شابة ترسخ المجلس الإقليمي لوادي الذهب
يشكل السيد محمد سالم حمية، رئيس المجلس الإقليمي لوادي الذهب، نموذجًا بارزًا للقيادات الشابة التي تسعى إلى ترسيخ المجلس الإقليمي كفاعل محلي ودولي أساسي في جهة الداخلة وادي الذهب.
تحت قيادته الواعية والدينامية، تحول المجلس من مجرد هيئة إدارية إلى منصة فعالة تمثل الإقليم على المستويين الوطني والدولي، مع تركيز خاص على تعزيز التنمية المحلية وتوسيع شبكة الشراكات مع الفاعلين الوطنيين والدوليين.
ويمتاز حمية بقدرته على مزج الإدارة المحلية مع الدبلوماسية الترابية، مما جعل المجلس الإقليمي قوة اقتراحية فاعلة، تسهم في صنع القرار وتحقيق أهداف النموذج التنموي الجديد، الذي يرتكز على الحكامة الجيدة والتعاون اللامركزي.
هذه القيادة الشابة تمنح المجلس روحًا متجددة، وتجعل من محمد سالم حمية رمزًا للتجديد والطموح في إدارة الشأن المحلي وربطه بالتحديات والفرص على المستويين الوطني والدولي.
الراغب حرمة الله.. قيادة شابة تمنح مجلس الداخلة نفساً دبلوماسياً جديداً
يُعتبر السيد الراغب حرمة الله، رئيس المجلس الجماعي للداخلة، نموذجاً قيادياً شاباً استطاع تحويل مجلس التدبير المحلي إلى فاعل دبلوماسي متجدد وفاعل على الساحتين الإفريقية والدولية.
من خلال إدارته الحكيمة وتوجهه الطموح، لم يعد المجلس الجماعي مجرد هيئة محلية تدير الشأن البلدي، بل أصبح منصة تمثيلية تنخرط بفعالية في المنتديات واللقاءات الدولية والإفريقية، مما يعكس رؤية متقدمة في دمج العمل الترابي بالمبادرات الدبلوماسية.
وقد مكن هذا التوجه المجلس من فتح آفاق جديدة للشراكات والتعاون، وإعطاء دفعة قوية للتنمية المحلية، كما جعل من الراغب حرمة الله صوتاً شبابيًا يحمل آمال الجيل الجديد من المنتخبين، ويبرز صورة الداخلة كمدينة ديناميكية ذات حضور دولي متنامٍ.
يتميز حرمة الله بحضوره الفاعل والمستمر في الفضاءات الدولية، حيث يقود مبادرات شبابية ويدافع عن قضايا التنمية المستدامة، التكنولوجيات الحديثة، والبيئة، مؤكداً على أهمية دور الشباب في صنع القرار المحلي والإقليمي.
عبد الفتاح أهل المكي.. تعزيز حضور جماعة الكويرة في إفريقيا
يبرز اسم السيد عبد الفتاح أهل المكي، رئيس جماعة لكويرة، كأحد أبرز المنتخبين الترابيين بجهة الداخلة وادي الذهب الذين أكسبوا المجلس الجماعي حضورًا متميزًا دولياً وإفريقيا على وجه الخصوص.
لقد أثبت أهل المكي جدارته في قيادة جماعة لكويرة، حيث تمكن من توقيع، على سبيل المثال، اتفاقية شراكة استراتيجية مع بلدية بيغنونا في السنغال، تهدف إلى تعزيز القدرات المؤسساتية والتقنية، وتبادل الخبرات في مجال الحكامة المحلية.
هذا النجاح ليس فقط شهادة على كفاءة القيادة المحلية، بل يعكس أيضاً قدرة جهة الداخلة على توسيع دائرة علاقاتها الدبلوماسية، وتفعيل تعاون جنوب–جنوب بين الجماعات الترابية المغربية ونظيراتها الإفريقية.
بفضل هذه المبادرات، يصير عبد الفتاح أهل المكي مثالاً حيًا على المنتخبين الشباب الذين يربطون بين إدارة الشأن المحلي والتأثير في الفضاءات الدولية، مما يعزز من مكانة جهة الداخلة وادي الذهب كمنصة تنموية ودبلوماسية فريدة في المغرب وإفريقيا.
شخصيات شابة تحمل خطاب التنمية بثقة وكفاءة
إن ما يجمع بين الخطاط ينجا، محمد سالم حمية، الراغب حرمة الله، وعبد الفتاح أهل المكي، ليس فقط مواقعهم داخل المؤسسات المنتخبة، بل أيضًا قدرتهم المشتركة على تبني خطاب تنموي حديث، منسجم مع التحولات الجيوسياسية الراهنة.
هؤلاء يشكلون نماذج لجيل جديد من المنتخبين الشباب الذين استطاعوا، بفضل تحصيلهم الأكاديمي، وتمكنهم من اللغات الأجنبية، واطلاعهم الواسع على قضايا الشأن الدولي، أن يخوضوا تجربة الدبلوماسية الترابية باقتدار ووعي استراتيجي.
ويمتازون بـ:
حضور لبق ومؤثر في المنتديات الإقليمية والدولية.
حسن تدبير العلاقات الخارجية مع احترام السيادة الوطنية.
كفاءة في التفاوض والترافع حول قضايا الجهة والمملكة.
هذا الرصيد يجعل من جهة الداخلة وادي الذهب أكثر من مجرد فاعل ترابي؛ بل منصة وطنية لمنتخبين شباب يُراهن عليهم في تمثيل المغرب داخل إفريقيا وخارجها.
دعوة قوية لمجالس جهة الداخلة: بوابة المغرب الحقيقية إلى إفريقيا والعالم
تتوجه دعوة ملحة لكل المجالس المنتخبة بجهة الداخلة وادي الذهب للانطلاق نحو تعزيز حضورها القوي والمتميز في قلب القارة الإفريقية، وتجسيد مكانة الجهة كبوابة استراتيجية حقيقية للمغرب على إفريقيا والعالم.
الرهان اليوم هو على إقامة روابط شراكة استراتيجية مع المجالس المنتخبة الإفريقية، لنبني جسور شراكة حقيقية تتجاوز الممارسات التقليدية، وتفتح آفاقاً واسعة للتعاون والتنمية.
ولا يقتصر الأمر على إفريقيا فقط، بل يمتد ليشمل أوروبا وأمريكا اللاتينية، حيث تنتظر الجهة فرصا ذهبية لتعزيز نفوذها، وخلق تحالفات دولية تستجيب لتطلعات التنمية المحلية وتفتح آفاق جديدة للاستثمار والتبادل الثقافي.
هذا التحدي هو فرصة نادرة لجعل جهة الداخلة وادي الذهب مركز إشعاع دبلوماسي وتنموي، يرتقي بها إلى مستوى القادة الأفارقة والعالميين، ويرسخ مكانتها كبوابة لا غنى عنها في العلاقات الدولية.