شهد قطاع تربية الدواجن بالمغرب تطوراً نوعياً، بفضل ابتكار تكنولوجي متقدم طوره فريق من الباحثين بمدينة القنيطرة، يتمثل في نظام ذكي للتحكم في البيئة الداخلية للمزارع، يدمج بين تقنيات التحكم التنبؤي ومصادر الطاقة المتجددة، من شمس ورياح، إلى جانب منظومة تخزين كهربائي عالية الكفاءة.
ويتيح هذا النظام، الذي جرى اختباره ميدانياً خلال فصلي الربيع والشتاء، ضبطاً دقيقاً لعناصر التدفئة والتبريد والرطوبة والإضاءة داخل المزارع، مما أسهم في تحقيق ظروف مثالية لنمو الكتاكيت، وتقليص استهلاك الطاقة بنسبة بلغت نحو 19% يومياً. كما أظهرت التجارب أن الطاقة الشمسية غطّت، في بعض الفترات، أكثر من 60% من حاجيات المزرعة الطاقية.
ويمثل هذا المشروع، وفقاً للدراسة المنشورة بمجلة Smart Agricultural Technology، أول نموذج تطبيقي في المغرب يعتمد على التنسيق اللحظي بين موارد الطاقة والظروف المناخية ومتطلبات المياه داخل المزارع، بما يعزز الأداء الطاقي ويحسن مؤشرات الإنتاج.
ويجري حالياً العمل على دمج تقنية “التوأم الرقمي” في هذا النظام، بهدف تطوير نموذج أكثر ذكاءً وتكيفاً مع المتغيرات المناخية، وهو ما يفتح آفاقاً واعدة لتعميم هذا الحل الذكي في مختلف جهات المملكة، في سياق التوجه الوطني نحو فلاحة مستدامة واقتصاد منخفض الكربون.