كشفت تقارير إسبانية، بالاستناد إلى معطيات رسمية لوكالة المطارات “آينا”، أن شركة الطيران منخفض التكلفة “رايان إير” لم تحقق الإقبال المأمول على خطوطها الجديدة نحو مدينة الداخلة. فالأرقام، كما أوردتها صحيفة الإيكونوميستا، جاءت صادمة: معدل ملء المقاعد لم يتجاوز 38% خلال الأشهر السبعة الأولى، أي أقل بكثير من المتوسط العالمي الذي يناهز 94%.
وإذا كان خط مدريد–الداخلة قد أظهر شيئاً من الصمود، مسجلاً 77% في يوليوز بعد أن ظل في حدود 63% خلال ماي ويونيو، فإن خط لانزاروتي–الداخلة انهار بشكل لافت، إذ لم يتجاوز في بعض الفترات 9% فقط، وهو رقم لا يمكن أن يشكل أساساً لأي جدوى اقتصادية.
لكن الأرقام هنا، مهما كانت قاسية، لا تختزل المشهد. فقرار “رايان إير” الاستمرار في تشغيل هذه الخطوط لا ينبع من حسابات ربحية آنية بقدر ما يعكس رهانات استراتيجية أوسع. فالشركة الأيرلندية رسّخت حضورها في المغرب بـ14 طائرة متمركزة في مطارات المملكة، و13 وجهة محلية، وأكثر من 1000 رحلة أسبوعياً، واستثمارات تفوق 1.4 مليار دولار.
هكذا يتضح أن السوق المغربي بالنسبة لـ”رايان إير” ليس مجرد خط تجاري آخر، بل مساحة تراهن عليها الشركة في المستقبل، رغم الهشاشة الظاهرة في بعض الوجهات. إنها معادلة الاقتصاد والسياسة معاً: خسائر آنية مقابل مكاسب استراتيجية، حيث تتحول الداخلة من مجرد نقطة على خريطة الطيران إلى رمز لشراكة عميقة، يُراد لها أن تتجاوز منطق المقاعد الممتلئة لتستقر في حسابات الجغرافيا والمصالح البعيدة المدى.