مما لاشك فيه ان المنشأة الكبيرة الثالثة في الاستراتيجية الوطنية للموانئ هي ميناء الداخلة الأطلسي ، حيث سيضخ هذا المشروع الضخم، الذي يتم بناؤه حاليا على ساحل المحيط الأطلسي، قدرات جديدة من شأنها تعزيز العرض المينائي للبلاد ينضاف إلى مينائي طنجة-المتوسط وميناء الناظور غرب المتوسط. بالنسبة للخبير الاقتصادي إدريس إيفينا، سيكون «قطبا لوجستيا مهما للغاية من شأنه أن يخلق ديناميات اقتصادية قوية في جنوب المملكة». وبالتالي فإنه سيحقق أهداف التنمية الجيواستراتيجية والإقليمية والأهداف الخاصة بقطاع صيد الأسماك.
ويندرج مشروع ميناء الداخلة الأطلسي في إطار برنامج مندمج يهدف أيضا إلى إحداث منطقة للأنشطة الصناعية السمكية وتطوير منطقة صناعية ولوجستية جديدة بالقرب من الميناء وغير ذلك.
وسيساهم المشروع، الذي تبلغ استثماراته الإجمالية 12.6 مليار درهم، في دعم التنمية الجهوية الاقتصادية والاجتماعية والصناعية في كافة القطاعات الإنتاجية، وتزويد المنطقة بأداة حديثة ولوجستية ترقى إلى مستوى طموحاتها التنموية. ويتعلق الأمر أيضا بالاستفادة من فرص الملاحة البحرية في غرب فريقيا وتثمين موارد المنطقة من خلال إنشاء البنية المينائية والمساحات الصناعية، وتوفير أفضل الظروف للقدرة التنافسية لقطاع صيد الأسماك.
وسيتضمن ميناء الداخلة الأطلسي حوضا تجاريا مزودا بمحطة نفط وحوض صيد ساحلي وفي أعالي البحار الذي سيؤمن مرور ما يقرب من مليون طن من المنتجات البحرية وحوض لإصلاح السفن.
ميناء مندمج في الرؤية الملكية للواجهة الأطلسية
وسيكون الميناء قادرا على التعامل مع نحو 35 مليون طن من البضائع سنويا في المرحلة الأولى، ونحو 8 ملايين طن إضافية في المرحلة الثانية، بعد توسيعه. وفضلا عن ذلك، فإن السمة الرئيسية لهذا المشروع الضخم، الذي سيدخل الخدمة في نهاية عام 2028، هي أنه ينخرط في الرؤية الملكية للواجهة الأطلسية.
وصرحت نسرين إيوزي، مديرة مشروع ميناء الداخلة الأطلسي قائلة: «ميناء الداخلة الجديد يندرج في قلب الرؤية الملكية للواجهة الأطلسية. إن الميناء سيعمل على تعزيز التواصل مع دول غرب إفريقيا وسيكون نقطة ربط لدول الساحل التي لا تملك واجهة بحرية».
وأكدت أن البنية التحتية المينائية واللوجستية لهذا الميناء الجديد، الذي أنجزت أشغاله بنسبة 20%، ستكون مفتوحة أمام هذه البلدان. وأضافت: «سيعمل أيضا على تقوية التدفقات لزيادة القدرة التنافسية للموانئ في إفريقيا والمغرب على وجه الخصوص».