بقلم : عصام الوادنوني
تتكرر أسطوانة عدم العمل كثيرا في مجالس الشباب العاطل عن العمل ، وهي حقيقة لا غبار عليها، إذا ما أضفنا إليها بعض العوامل الاجتماعية الأخرى التي تساهم في تعميق أزمة البطالة لدى شباب هذا المجتمع ومنها الترفع عن ممارسة بعض المهن والأنشطة المدرة للدخل، لاسيما مهن السياحة الفندقة ، والذي تتوفر جهة الداخلة وادي الذهب فيه على معهد متخصص ، إلا أن ملاك المنشآت السياحية والفنادق يختارون اليد العاملة من خارج الجهة بدل إدماج الفئات الشابة المكونة والحاصلة على شواهد تكوينية في ذات التخصص المطلوب بهاته الوحدات الفندقية والسياحية .
وإذا ما انطلقنا من زاوية نظر اقتصادية بحتة، فإن الواقــع يقول أن القطاع الخدماتي من فنادق ومنتجعات سياحية ، ورغم غياب معطيات علمية دقيقة حول مساهمتها في امتصاص البطالة ، إلا أنها لا تعتبر الفاعل الرئيسي في التشغيل والتوظيف خصوصا بجهتنا التي تعرف طفرة سياحية وإفتتاحات متكررة للفنادق الشاطئية والسياحية ، بالرغم من قدرتها على استيعاب أعداد كبيرة من الشباب العاطل عن العمل خصوصا خريجي معهد السياحة والفندقة ، إلا أن المؤشرات كلها تؤكد عجزها حتى الآن عن القيام بدورها في امتصاص البطالة رغم المحاولات الخجولة من بعض الفاعلين الاقتصاديين والسياحين خلال السنوات الأخيرة.
و بالحديث عن القطاع السياحي والخدماتي ، فمن المعروف بأن ازدهاره وتطور أنشطته مرهون بمدى مشاركته في إمتصاص البطالة ، فكلما تعددت أنشطته وتطورت كلما ازدادت الحاجة إلى بعض الخدمات المرتبطة به كالتوصيل والتعريف بالخدمات والصيانة والتسويق والتأمين والخدمات الرقمية إلخ…
وأخيرا ، وحتى لا تكون جولتنا هذه مجرد تفسير لظاهرة لا يخفى على المتعلم وغير المتعلم وجودها، وما تسببه من تعطيل لطاقات الشباب المكون وقتل لأحلامهم وهدر لأوقاتهم ، سنخلص للقول بأن الحل يكمن في تجاوز فكرة إستقطاب اليد العاملة من خارج الجهة ، مع ضرورة سن شروط تفرض على الفاعلين الاقتصادين المحليين والأجانب توظيف الشباب الحاصل على شواهد التكوين في مجال السياحة والفندقة ، وإنهاء مشكلة الإستقطاب التي لا تدفع بعجلة التنمية بقدر ما تعطلها .