معضلة الهجرة غير الشرعية تضرب سواحل الداخلة فما السبيل إلى وقف هذه الظاهرة ؟

هيئة التحرير26 يوليو 2023آخر تحديث :
معضلة الهجرة غير الشرعية تضرب سواحل الداخلة فما السبيل إلى وقف هذه الظاهرة ؟

بقلم : أحمدو بنمبا

لاشك أن المهاجرين السريين وفي المنطق السائد يراودهم الأمل في الوصول إلى أرض الخلاص من شظف العيش وشبح الجوع ودهاليز المعتقلات ، ليحملوا صرة من حاجات لا تساوي فلسا من قيمة المبالغ الطائلة لعبور المياه الواقعة ما بين سواحل الداخلة وجزر الكناري غربا .

قصة المهاجرين تبدأ برحلة خفية ، أو هجرة غير شرعية في التعبير المتعارف عليه لينتهي معظمهم في جوف البحر أو في مراكز تجميع خاصة ، هذا إذا لم تنته بهم الرحلة أمام القضاء في طريق الترحيل إلى بلد المنشأ.

أوروبا حائرة في التعامل مع موجات الهجرة السرية وحائر المتابع عندنا لقضايا الهجرة وتجلياتها ، من الطريقة التي يصل بها المهاجرين إلى البحر في رحلة قد تنتهي بالوصول إلى بر الأمان وقد تنتهي في عرض المحيط الأطلسي ، ما يطرح علامة إستفهام حول العوامل الأساسية التي تدفع بالمهاجرين إلى ركوب نحو المجهول ؟

إن الجواب عن السؤال أعلاه يقودنا إلى البحث والتحري أكثر في العوامل الاقتصادية والبطالة بإعتبارهما إحدى أهم العوامل الحاسمة في ظاهرة الهجرة السرية ، حيث أن أكثر المهاجرين هم من فئة الشباب الذين ، لم يبحثوا عن فرص عمل وبالكاد لا يجدونها ، مما يغذي عندهم فكرة النزوح إلى الهجرة في شكلها غير القانوني ، لذلك فان هذه العوامل تدفعنا للبحث عن الحلول ، ولعل أهمها و التي يجب أن تنكب عليها الجهات المعنية بالإضافة إلى الحل الأمني ، هو التنمية الفاعلة والمستدامة القادرة على خلق فرص عمل تخص الساعين للحصول على عمل ، خاصة وأن جل المهاجرين السريين الذين يقصدون الداخلة جنوبا هم من مناطق متفرقة من المغرب ، عصفت بهم رياح البطالة والعوز وقذفتهم في سفن قديمة متهالكة، فمنهم من ابتلعه البحر فعاد جثة هامدة، وقبع من كتب له النجاة خلف قضبان السجن يندب حظه ويجتر أحزانه.

وفي المقابل فإن العوامل المحفزة على الهجرة ، تكمن في تلك الصورة الوردية التي رسمتها وسائل الإعلام الغربي لبعض النجاحين إجتماعيا من مهاجرين اندمجوا في مجتمعاتهم ودخلو من خلالها إلى عالم السياسة أو الأعمال أو الفن وما إلى ذلك ؛ تضاف إلى صورة أكثر ندجا في مخيلة المقبلين على الهجرة ، والمتمثلة في النجاح الذي يحاول المهاجرون أنفسهم إبرازها عند عودتهم إلى بلدانهم مما يشكل حافزا لأقرانهم باقتدائهم ، كذاك هناك عامل ثالث و هو عامل القرب الجغرافي بين الداخلة محور مقالنا هذا وجزر الكناري ، ثم شساعت الشواطئ الممتدة من جنوب بوجدور وصولا إلى جنوب لمهيريز ، حيث لا تبعد شواطئ الداخلة عن الجزر إلا عشرات الأميال .

وأخيرا فظاهرة الهجرة السرية ، قد لا تعالج من جانب واحد ، بل لا بد من إطار تعاون بين الهيئات السياسية والمؤسسات الوطنية لرسم خطة عمل متكاملة تبدأ بسياسة توعية تزيل من ذهن الشباب الأفكار المغلوطة عن الهجرة وتنتقل إلى وضع برنامج تنمية لخلق فرص عمل جديدة والتنبيه إلى مخاطر الهجرة غير القانونية والى عواقبها القضائية ، ثم إحكام القبضة الأمنية على جميع الشواطئ خصوصا بالجهات الجنوبية لاسيما الداخلة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة