من الحزبية إلى الاستقلالية: كيف يعيد المغربي الحر تعريف اللعبة السياسية

هيئة التحريرمنذ 3 ساعاتآخر تحديث :
من الحزبية إلى الاستقلالية: كيف يعيد المغربي الحر تعريف اللعبة السياسية

في خطوة تثير الإعجاب والجدل في آن واحد، خرج إسحاق شارية، الأمين العام لحزب المغربي الحر، بدعوة غير تقليدية، طالب فيها شباب الحزب بخوض الانتخابات المقبلة كمستقلين، متجاوزين الانتماء الحزبي التقليدي.

هذه المبادرة لا تندرج فقط في إطار تكتيكي انتخابي، بل تعكس قراءة استراتيجية جديدة لقواعد اللعبة السياسية في المغرب، حيث تصبح التجربة الميدانية للشباب أداة لاكتساب خبرة، وكسر احتكار الأحزاب التقليدية للمشهد. فالتعديلات الأخيرة على قانون الأحزاب ومدونة الانتخابات، التي خصصت نحو 35 مليون درهم لدعم ترشيحات الشباب والنساء دون سن الخامسة والثلاثين، لم تمر مرور الكرام.

وصف شارية هذه الدعوة بـ«الفرصة التاريخية»، مؤكداً أن الترشح المستقل هو بوابة الحرية السياسية للشباب الليبرالي، وأن اللجنة القانونية للحزب سترافق المرشحين المستقلين بكل تأطير قانوني وإجرائي، لضمان استفادتهم الكاملة من الدعم العمومي.

ومع ذلك، فإن هذه الخطوة، التي تبدو للوهلة الأولى جرأة سياسية فريدة، أثارت تساؤلات جوهرية:
هل هو فعلاً انسحاب مؤقت للحزب من السباق تحت رايته، أم أنها مجرد مناورة ذكية للالتفاف على قيود التمويل وجذب الدعم بطرق مبتكرة؟

مهما كانت الإجابة، فإن مبادرة شارية أعادت طرح السؤال الأعمق حول علاقة الأحزاب بشبابها، وعن معنى الحرية السياسية في زمن الدعم العمومي، لتفتح بذلك نقاشاً راهنًا حول مستقبل التجربة الانتخابية للشباب، والقدرة على تحريك المشهد السياسي خارج القوالب التقليدية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة