هل تبقى إيران متماسكة بعد الضربة الأولى…  وأين حلفائها الدوليين من الحرب؟

هيئة التحرير14 يونيو 2025آخر تحديث :
هل تبقى إيران متماسكة بعد الضربة الأولى…  وأين حلفائها الدوليين من الحرب؟

بقلم: د. احمد بابا اهل عبيد الله

ما يلاحظ في المشهد الأول من الهجوم على إيران، أن الضربة الأولى على الأجواء الإيرانية كان مخطط لها مسبقا، وليست وليدة طرف وأحد ” إسرائيل” بل الولايات المتحدة الأمريكية، كان لها الدور الكبير في الاستراتيجية المطروحة، والدعم العسكري، وفي كيفية التنفيذ ومتى التنفيذ، وهذا يعطي للعيان أن البيت الأبيض منذ مجيء دونالد ترامب كان يخطط لهذا اليوم بوسائل وتوافقات دولية وإقليمية.

ورغم الدبلوماسية التي اعتمدتها الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران، وكانت سلطنة عمان مركز ووسيط للتفاوض النووي بين الأطراف، غير إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تريد نزع برنامج النووي الإيراني بالكامل، وبالتالي تخلي وتنازل إيران عن طموحاتها النووية بشكل كامل وبدون قيود.

وهذا ما كان سائد عند أفكار دونالد ترامب عند قدوميه الى البيت الأبيض للمرة الثانية الذي أمهل الإيرانيين ستون يوما للموافق على الاتفاق أو الذهاب إلى خيار الحرب، وهو نفسه الذي أنهى الاتفاق النووي الذي ابرمته إيران مع الولايات المتحدة ودول أوروبية خلال ولايته الأولى، واليوم الرؤية واضحة، وهي إذا لم تقبل إيران بالاتفاق المطروح على الطاولة في كما قال ستنتهي ” الإمبراطورية الإيرانية”.

هذا لا شك، تطور خطير على مستوى الإقليمي والدولي ،ويحيل إلى التوجه إلى حرب مباشرة مع إيران، لكن بطريقة مخفية ظاهرها “إسرائيل” غير أن التنفيذ والتنسيق والإستراتيجية المطروحة مقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية ، في الخطة الأمريكية تعتمد على استبدال الأقوال ،ولكنها تقوم على تفعيل الافعال ،بمعنى إن “دونالد ترامب ” لا يعطي الانطباع بالأقوال، بأنه سيقوم بحرب ضد إيران كما فعل “بوش الابن” اتجاه العراق و أفغانستان ولكن دونالد ترامب يعتد على ما يبدو على استراتيجية الردع البعيدة ،وذلك بدعم ” إسرائيل” بكل ما تحتاجه من معدات عسكرية واستراتيجية و تخطيطية للحرب على إيران.

وفي اتجاه أخر، يطرح السؤال: أين حلفاء إيران من هذه الموقعة؟، ونعني هنا روسيا الاتحادية والصين الشعبية، التي تجمعهم مع طهران اتفاقيات استراتيجية في المجال العسكري والاستراتيجي؟ لماذا لم يساعدون إيران في صد الهجمات الإسرائيلية الممولة بالسلاح الأمريكي أم أن هناك تحالف خفي بين القوى العظمى لتقليص نفوذ إيران إقليمياً أو هناك توافق أمريكي روسيا في هذا الاتجاه تكون إيران مقابل أوكرانيا؟

هذه التساؤلات تبقى مطروحة ،وتعطي الانطباع الى ان القوى الكبرى بدأت تلعب لعبة عالمية من خلال رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط ،وهذا يمكن إدخاله في مجال التوازن الدولي او النظام الدولي متعدد الاطراف بين القوى العظمى، ونعني هنا الولايات المتحدة الأمريكية و وروسيا والصين ،وتكون إيران خارج هذا الطرح الإقليمي داخل الشرق الأوسط .و بهذا الواقع الجديد ،تكون تابعة للتوجهات وهذا لن يأتي حتى يتم الموافق على تدمير قدراتها العسكرية والنووية ،هذا ما بدأ بالفعل العمل عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية من خلال دعمها الاستراتيجي والعسكري والأمني لإسرائيل لتنفيذ المأمورية..
وكما وقع لقيادة حزب الله في لبنان، والضربة الإسرائيلية التي شلت حركة الحزب وأدت إلى توقف الحرب بشروط، حيث لم يكون ليقبل بها لولا الاختراق والصدمة التي أصابت مواقعه ومحيطه وقتل هرم قياداته.

لذلك، كانت ضربة صباح الجمعة مشابه وقوية على إيران من حيث عدد قتل العلماء وقتل القيادات والمواقع المستهدفة. وهذا أيضا، يطرح عدد من التأويلات أين كانت طهران من الناحية الأمنية والعسكرية، وهي تعرف أنها مندو زمن بعيد تواجه تهديدات حقيقية من قبل “إسرائيل ” والولايات المتحدة، ولماذا لم تستطيع التصدي لهذا العدوان وحماية قياداتها في الصف الأول وعلماءها..
وهذا يحلنا إلى طرح السؤال الأكبر هل فعلاً تنهض إيران بعد الضربة الأولى أم أننا أمام تغيير تاريخي سيغير معالم الصراع في الشرق الأوسط…

في الختام، لا شك أن ما حدث صباح الجمعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو عامل أساسي لمعرفة هل فعلاً إيران تمتلك من القدرة العسكرية والبشرية، ما يمكنها من مواجهة هذه الضربات، وبالتالي مواجهة “إسرائيل” ومحركها وداعمها الولايات المتحدة الأمريكية ورسم بذلك خريطة لتوازن القوى في الشرق الأوسط، ومن جهة ثانية هو اختبار لحليف إيران (روسيا) هل تقوم بدعمها عسكرياً وأمنيا لمواجهة هذه الحرب أم ستتخلى عنها كما فعلت مع ” بشار الأسد ” ونكون بذلك أمام إيران بواقع جديد؟ هذا ما سوف تجيب عليه الأيام القادمة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة