في ظل ما يعرفه قطاع الصيد البحري من مشاكل عدة ناتجة عن التهريب وإستنزاف الثروة البحرية ، بات مطلب تشكيل لجنة برلمانية مطلبا ملحا في هذه الظرفية بالذات ، حيث يثار النقاش حول دور المؤسسة التشريعية في المشاركة في تسيير الملفات الكبرى بالبلاد لاسيما قطاع الصيد البحري بجهة الداخلة وادي الذهب التي تتوفر على المخزون (c).
وفي هذا السياق ، قال الكثير من المتابعين للشأن العام المحلي ، أن عددا كبيرا من النواب بجهة الداخلة وادي الذهب ملزم اليوم بالسعي الجاد في تشكيل لجان تحقيق برلمانية تهتم بقضايا التهريب والمشاكل التي خلقها المهرب المثالي ، مع تفعيل المساطر إتجاهه ، خصوصا بعد إنتشار أشرطة فيديو تدينه ، ويتحدث فيها بوجه مكشوف عن ما يفعله في تجارته .
ويذكر أحد المتابعين للشأن المحلي أنها لم تتشكل أية لجنة تحقيق برلمانية مستقلة ، تهتم بمشاكل تهريب الأخطبوط ، الذي يعرف نشاطا مزدهرا بجهة الداخلة وادي الذهب ، منذ سنوات خلت ، نتج عنها إستنزاف مفرط للثروة السمكية بالجهة .
فتشكيل لجان برلمانية في مثل هذه الظروف هو حق للنواب ، ويعتبر أحد أدوات الرقابة الأساسية التي تملكها المؤسسة التشريعية يضيف المتابع للشأن المحلي ، حيث أشار إلى أن وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية لوادي الذهب ، أمر قبل أيام بتعميق البحث مع المهرب المثالي ، في الأحداث الأخيرة التي وقعت بينه وبين مجموعة من دائنه ، وإعتبره أمرا ضروريا ، قد يكشف جوانب أخرى لم تكن في الحسبان ويزكي الطرح المطالب بتشكل لجنة برلمانية للتحقيق في مصادر أرباح المهرب المثالي وتجارته في منتوج الأخطبوط .
وفي ذات السياق يرى البعض الأخر من المتابعين للشأن المحلي ، أن وجود مجموعة من التساؤلات أفرزتها مشاكل تجارة التهريب و لم تجد بعد أجوبة مقنعة عند الرأي العام ، من بينها : الدور الذي لعبته مندوبية الصيد البحري في التصدي لهذه المشاكل ، و أسباب تغاضيها عن أعمال المهرب المثالي و الضرب بيد من حديد على تجارته والتحقيق في أرباحه المتأتية من تجارته ، ولماذا وزارة الصيد تلتزم الصمت حيال ما يقع بقطاع الصيد البحري ومشاكل التهريب ، فضلا عمن يتحمل المسؤولية في عدم متابعة ومحاصرة المهرب المثالي إن ثبتت الإتهامات الموجهة إليه والتي أكد على جزء كبير منها في أشرطة الفيديو المنشورة بمواقع التواصل الإجتماعي.
واعتبر المتابعون للشأن المحلي أن “من شأن اللجنة البرلمانية إن أحدثت ، أن تعثر على إجابات كافية لجميع هذه الأسئلة وتطلع الرأي العام عليها لتجاوز أي لبس فيما يقع بقطاع الصيد البحري وبطله المهرب المثالي !