هل يعاني شباب الداخلة المستثمر من آفة سرقة أفكار المشاريع ؟

هيئة التحرير7 سبتمبر 2022آخر تحديث :
هل يعاني شباب الداخلة المستثمر من آفة سرقة أفكار المشاريع ؟

عادة ما يسرق اللصوص الأشياء المادية التي يمكن بيعها، ويحرص الفرد منا دائماً على ممتلكاته من تطاول أيادي اللصوص عليها ، ولكن هناك فئة من اللصوص أكثر خطورة من هؤلاء ، هذه الفئة تقوم بسرقة الممتلكات الفكرية والمتمثلة في افكار المشاريع !! موضوع مقالنا هذا.

في الواقع وكماهو متعارف عليه ، هو أن الفكرة أساس كل شيء ، وبخاصة الفكرة المبدعة والمبتكرة للمنتج أو المشروع ، ولتحقيق هذه الفكرة التي تطرأ على أذهان اصحاب المشاريع وأقصد هنا الشباب ، إذ لابد من بذل كافة الجهود المضنية والعمل ليل نهار، إضافة إلى تخصيص ميزانيات مالية كبيرة، من أجل تحويل هذه الفكرة إلى شيء ملموس على أرض الواقع ، إلا أن الشباب حاملي أفكار مشاريع إستثمارية بجهة الداخلة وادي الذهب ، يعانون من مشكلة مؤرقة تتجدد باستمرار ، وهي سرقة الافكار واقتباسها ، ومن ثم إعادة إنتاجها مرة أخرى بتغييرات طفيفة ، لمنع الملاحقة القانونية، ويقول عدد من أصحاب المشاريع الذين تعرضوا للسرقة الفكرية ، أنهم على الرغم من تبنيهم لفكرة مشروع فريدة ، وحمايتها عبر إجراء كافة الخطوات المطلوبة ، إلا ان ذلك لا يمنعها من مشكل الاقتباس ، وتحويل تفاصيلها الغير جوهرية ، في الابتكار ومن ثم إعادة إنتاجها مرة أخرى وتنزيلها على أرض الواقع !

إنه ومع وجود مجالات متنوعة من الاستثمار بجهة الداخلة و تشجيع المؤسسات الداعمة للشباب حاملي الأفكار المبتكرة والكشف عن ما في جعبتهم من مفاجآت، والتعريف بأنفسهم في المجال الإستثماري ومشاطرة أفكارهم مع أول يد مساعدة ، في محاولة لتطوير فكرتهم وجني الأرباح من ورائها ، يتفاجئ هؤلاء الشباب أو الكثير منهم أن فكرتهم الأصلية أصبحت ملكا لأشخاص أخرين ، يربحون بها كما يشاءون ، وأن الحقوق الفكرية والتجارية لفكرتهم الأم ، لم تعد ؟؟ فمشكلة كهذه أضحت تواجه الكثير من الشباب أصحاب الأفكار المميزة وكثير منهم يتعرض للسرقة في بداية طريقه مما يعرضه للإحباط ، ويجعله يخسر كثيرا من الأفكار المميزة ، لذلك تعد عملية الحفاظ على الحقوق الفكرية للأفكار واحدة من أهم المعضلات التي تواجه الشباب بجهة الداخلة وادي الذهب .

لا شك أنه وفي مجال الإستثمار ينتشر ما يعرف بالمستثمر الملائكي أو رأس المال المغامر ، والمفهومين يتطرقون إلى أحد أهم الآليات الحديثة التي ساهمت بدور فعال في بروز الأفكار المميزة إلى وقعنا المعاصر ، وفيها تقوم المؤسسات الداعمة بتقديم الدعم المالي واللوجستي وكذلك الإداري لأصحاب الأفكار اللامعة لتظهر إلى النور ، إلا أن هذه المرحلة تأتي قبل الانتقال إلى مرحلة الاستثمار ذاتها ، فلكى تقتنع المؤسسة الداعمة بفكرتك وتقوم باستثمار أموالها فيها، يجب على حامل الفكرة أولًا أن يشرحها بشكل عام وصولا إلى آلية تنفيذها وما يميزها عن غيرها من الأفكار المنافسة ، وهنا يعطي الحق لمستقبل الفكرة (الداعم) أن يكتشف أغلب النقاط الهامة في الفكرة والتى إذا لم يتم قبولها فقد تباع أو تتم سرقتها وإعادة إنتاجها من جديد .

وأخيرا فإن من الخسائر التي تلحق برائد الأعمال وصاحب فكرة مشروع الذي يتعرض لسرقة منتجه ، هي ليست فقط خسائر مادية واقتصادية فادحة ، وانما ايضا خسائر معنوية، ما يستدعي من صاحب الفكرة أن يكون حريصا على فكرته ثم التشديد والإلحاح على معاقبة من يقوم بسرقة أفكاره ، وملاحقته قانونيا وقضائيا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة