الساحل بريس
لطالما ارتبطت ظاهرة تعاطي المخدّرات بتردّي الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمدمنين، وذلك سعيًا منهم للتخفيف من قساوة واقعهم عبر الرحيل ذهنيًا عنه، بأخذ جرعات يُمكنها أن تحدث فصلًا مؤقتًا بينهم وبين ذلك الواقع البائس. لذلك يمكن اعتبار هذا التفسير، بخلفيّته السيسيولوجيّة العامة، قادرًا على المساعدة في فهم ما يتعلّق بالمجتمعات الهشة التي تعاني من تدنّي مستوى المعيشة وغياب الحقوق الإنسانية والتوعية بخطورة المخدرات ..
في الداخلة، يبدو أن تردّي الحالة المعيشيّة يصبح دافعًا قويًا في كثير من الأحيان لتعاطي المخدّرات، خاصّة عند الشباب في الأحياء الفقيرة. فأسبابٌ كثيرة كالبطالة والفقر وغياب واقعٍ بديل، تدفع هؤلاء الشّباب إلى البحث الدؤوب عن المخدّرات، كترياقٍ من شأنه أن يخفّف من حالة التهميش التي يعيشونها اجتماعيًا ونفسيًا.
فعلى الرغم من التأكيد المستمرّ للمعدلات الدالة على وجود نسبة عاليّة جدًا من المدمنين في أوساط الشباب، فإنّ غياب إحصاءاتٍ دقيقة يبقى عائقًا كبيرًا أمام تحديد تلك النسبة، ويرجع ذلك لانعدام التوعية بمخاطر المخدّرات، والتي أصبحت في السنوات الأخيرة مُشكلًا اجتماعيًا حقيقيًا، تفاقم خوف السكان من تأثيره السلبيّ على الأطفال والشّباب.
ويبدو الوضع في نظر المهتمين بقضايا المجتمع مُقلقًا جدًا، خاصّة مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ فئة الشباب تشكّل نحو 70% من مجموع السكان في المدينة ( الداخلة )
اذ يرى الكثير من الشباب أنّ أبرز دافعٍ لتعاطي المخدّرات في أوساط الشباب ينحصرُ أساسًا في إحباطهم من واقعهم الاجتماعيّ والاقتصاديّ، ، عندما يعاني من مشاكل اجتماعية واقتصاديّة .
ففي هذه الحالة يعتبر المخدر بمثابة باعثٍ يساعد على احتمال مشاكل وهموم الحياة .
الا انه ومما يجب ان يعيه الشباب ، ان نسب ارتفاع الوفيات في هذه السنوات الاخيرة سببه المخدرات وكثرت الحوادث سببها المخدرات فالهروب من الواقع من نافذة المخدرات امر خطير ويجب التوعية بمخاطره وتأثيراته ..