بقلم : أحمدو بنمبا
من غير الوارد بتاتا أن تمر تصريحات رئيس جماعة العيون ” حمدي ولد الرشيد ” بالداخلة ، دون أن تثير الجدل، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها “فيسبوك”، إذ إنه طوال السنوات الماضية لم يتحدث او يتكلم الا وحاول أن يمرر خطابا يكون مبني على ردود أفعال غاضبة أو “حشيان الهضرة” كما يقال بالعامية لغريم سياسي ، أو إنتقاد يطال من لا يستقيم على هواه.
تصريحات حمدي الأخيرة تناقلها نشطاء العالم الافتراضي، وانقسمت الانطباعات والآراء حولها، بين من يراها عاكسة لسياسته المتوجهة الى خطاب الناس بلغتهم وما يفهمون ، وبين من يعتبرها شعبوية و”ضحك باسل”، في حين يعتبرها البعض أنها طريقة جديدة تهدف إلى خلق صراعات جديدة ذات أبعاد إجتماعية تمليها الأطماع السياسية المدفونة .
وفي ذات السياق يرى البعض من النشطاء الفيسبوكيين ، أن زيارة حمدي ولد الرشيد إلى مدينة الداخلة ، تفتقد للرؤية الاستراتيجية الواضحة ، وذلك في ظل معاناة بعض النخب السياسية المحلبة بالداخلة ، بل و إفلاسها في التعاطي مع المجريات السياسية والتغيرات المحيطة بها ، ما قد يضع حمدي وحلفائه الجدد في عزلة وحالة توتر مع الأحزاب الأخرى ، بل سيعيد إلى الأذهان صراع التحالفات ؟!
إن الحديث في هذا الوقت بالذات قد لا يدرك أبعاده البعض من النخب السياسية المحلية ، بل ولا يسع مستواهم السياسي ولا الثقافي الخوض فيه ، فالخطابات الحزبية والرسائل الملغومة التي نهجها حمدي ، هي محاولة لتصدير أزمات وإخفاقات سياسية ، فالمطلع على أبجديات السياسة الحزبية يدرك أنا كل الكلام لا يقال الا في وقته وزمانه ومكانه ، وان أحسن الطرق للتعاطي مع القضايا والملفات الساخنة تكون بإعطاء الحق لمن له الحق وبلغة مفهومة وواضحة .