لايختلف إثنان أن الفقر والوضع الاقتصادي هما أحدا أسباب أنتشار ظاهرة الانتحار؛ إلا أن موضوع تزايد تسجيل حالات الإنتحار ؛ يثير التساؤل حول حقيقة أسباب الانتحار.
من أخطر الظواهر الاجتماعية و أكثرها فجيعة هي الانتحار، ويشاع هذا السلوك في المجتمعات التي تعاني المشاكل الاقتصادية والسياسية ، فالظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة تؤثر سلبا على حياة الفرد وبالأخص الفرد المهزوم من الداخل.
فاليوم العاملين بالقطاعات الإنتاجية لاسيما قطاع الصيد البحري ، يواجهون شتى أنواع الحروب النفسية والاجتماعية والاقتصادية؛ إذ أن جهة الداخلة أصبح الإقتصاد البحري فيها شبه منعدم ، مما أدى إلى تولد الكبت و الانحسار النفسي، إضافة إلى الظروف الإجتماعية التي ينتج عنها في غالب الأحيان الإنتحار ، ولكم في واقعة إنتحار البحري قبل أيام الدليل القاطع .
وعلى الرغم من تحريم الانتحار في الإسلام ووعيد من يقدم عليه بجهنم وعذاب شديد فقال تعالي (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، إلا أن المؤشر في إتجاه متصاعد ومستمر، وعلى هذا الأساس ، ترى البعض يعزو الأمر إلى الجهل والأخر يعزوه إلى ضعف في الدين والإيمان وآخرون يرون هذا التصرف آت من تراكم الظروف المعيشية والحالة الصعبة التي يمر بها القطاع ، إلا أن الغريب في الأمر أن حالات الإنتحار أضحت تتكاثر بشكل لافت ، ما يستدعي من الجهات المعنية والمجالس المنتخبة ، التفكير في الأمر جليا لإبتكار حلول هادفة إلى إضعاف هذه الظاهرة التي تشكل خطرا على المجتمعات لاسيما مجتمعنا الذي نعيش فيه .