بقلم : أحمد لمرابط
قد يستغرب البعض من طرحنا هذا المتعلق بقطاع الصرف الصحي وربطه بالمركز الجهوي للإستثمار ، لكن الواقع البنيوي للمدينة يفرض ذلك ، إذ بات من المقرر أن يتم فسح المجال أمام الإستثمارات التي تحمل بعدا بيئيا وتساهم في بلوغ الكمال المطلوب لجمالية المدينة ، وبالتالي طي صفحة المشاكل المتعلقة بالصرف الصحي والحفر هنا وهناك ، ويُصبح الإنفاق على الصرف الصحي هدفا وأولوية من أولويات مجالس ومؤسسات المدينة ، إذ أن الكل يتطلع إلى التخلص من إرث نقص الإستثمارات في قطاع الصرف الصحي ، الذي جعل المدينة واحدةً من الأ سوأ من حيث عينة المجاري ، وكذلك بسبب الإختنافات المتكررة ، والإعتماد على صرف صحي موروث من حقبة الإستعمار الإسباني في بعض المناطق بالمدينة .
وفي ذات السياق أضحى من الواجب ، أن يكون الكل منخرطا في تأهيل المدينة خصوصا في الجوانب المتعلقة بشبكة الصرف الصحي ، فالكل يعلم أن المجلس الجماعي للداخلة لديه خططاً طموحة لجعل المدينة مؤهلة لإستقبال الزائرين لها ، ووضع حد لمخلفات المجالس الماضية وتحقيق مستويات عالية في الشق المتعلق بالصرف الصحي ، لتصل المدينة إلى المستوى المقبول في غضون السنوات المقبلة، على الرغم من الصعوبات التي يواجهها ، إلا ان يدا واحدة لا تصفق كما يقال ، فمطالبتنا نحن بانخراط المركز الجهوي للإستثمار في هذا القطاع ، لم يكن عبثا بل جاء في سياق التعاون والمساهمة في تشيجيع المستثمرين الشباب على الإنخراط الجاد والمعقول في تأهيل مدينتهم مستقبلا عبر توجيه الإستثمارات لهذا القطاع الذي يعاني الهشاشة والضعف ، ودعم مبادراتهم الطموحة ، لأن المركز الجهوي للإستثمار وبكل بساطة مؤسسة عمومية تشجع على الإستثمار وتستقطب المستثمرين من بقاع العالم لتعريفهم بالجهة وما تزخر به من موارد طبيعية وبنيات تحتية ، فاذا كانت البنية التحتية غير مؤهلة ، فكيف إذن لمستثمر أن يصرف أمواله في مدينة مزالت دون المستوى المطلوب ؟
إن نظام معالجة مشاكل الصرف الصحي في مدينة الداخلة ، لا يزال إلى حدٍّ بعيد فقيراً رغم وجود عدد من خزانات الصرف الصحي وشاحنات تجميع المياه الثقيلة إلا أن ذلك مزال يعتمد على طرائق بدائية للغاية ، ففي الوقت الحاضر ، لايُنظر الى إعادة تأهيل مجاري الصرف الصحي أنها مسألة إنفاق فقط بل هي حقيقة مُضافة ، تفيد بأن القطاع لم يتمكن من حشد الإستثمارات الخاصة به وبنفس القوة التي تمتلكها الصناعات التحويلية والإنتاجية .. وذلك بسبب عدم إنخراط المركز الجهوي للإستثمار في إقناع المستثمرين الشباب التوجه لهذا القطاع الهش ، وبدل أن تثير المجالس المسألة على مستويات عدة وتجد لها مخرجا ، تبقى مسألة التأهيل والتهيئة في يد المجالس المنتخبة لوحدها و كاهلها مثقل بتنزيل مشاريع تنموية في قطاعات أخرى .