أحمدو بنمبا
تسعى النخبة المثقفة في جهة الداخلة وادي الذهب اليوم إلى معرفة حقيقة أبعاد صورة المجتمع السياسي المرسومة أمامهم ، فمنهم من يرى أنها صورة قاتمة ، ومنهم من اتضح له جانب منها ولم يستطع معرفة الوجه الآخر ، ومنهم من يرى أنها صورة واضحة لكنها صارت غير مرئية بسبب إهمال المعنيين بمشاهدتها لها .
وسنحاول في هذا المقال أن نتحدث عن كل رؤية لهذه الصورة ،التي يبدو أنها مأخوذة في ليل دامس من ما جعل الأشخاص غير متساوين في تفسيرها وتحليلها وفق نظرية تخالف النظرية البزنطية ؟
فالنخبة التي ترى أن الصورة قاتمة ، تقول إن الصورة الواضحة ، يمكن لكل فرد أن يعرف أبعادها وشكلها وحتى الحديث عنها بأسلوب مقنع لكل من يرغب في رؤيتها ، فبالنسبة لهؤلاء لم يستطيعوا فك رموز هذه الصورة ، ويرون أن السياسة بجهة الداخلة وادي الذهب تُدَار بطريقة لا يرضون عنها ، فلا الموالاة داخل المجالس المنتخبة تقف مكانها ، ولا المعارضة صادقة في مرافعاتها حسب اعتقادهم ، فالكل بالنسبة لهم وضعوه في سلة واحدة .
أما النخبة التي اتضح لها جانب من الصورة ، فهم يرون أن السياسيين بالجهة ، يقفون على قدم واحد ، فلولا تحالفهم لوقعت المدينة في مستنقع لايكاد الفرد يميز فيه بين المصلح والمطلح ، ويتمثل ذلك القدم الوحيد ، في سعيهم الجاد حسب تعبيرهم في معالجة ما يمكن ان ينتشل المجتمع من مشاكله التي لا تنتهي ، وتسليط الأضواء على المنجزات ليتسنى للجميع مشاهدتها ، حتى ولو كان جزءا واحدا من الصورة .
والنخبة التي ترى أن الصورة واضحة ،لكن بسبب إهمال المعنيين لها بدت قاتمة بالنسبة لهم ،يسعون إلى إقناع الآخرين بانجازات يرون أن حاضرة جهة الداخلة وادي الذهب وصلت إليها في ظرف قياسي .
وبعيدا عن رؤية هذه النخب فإن السياسيين المتحالفين مىكزيا ومحليا مطالبين إلى رص الصفوف والتمسك بالعمل لتحقيق وعودهم التي قطعوها على انفسهم بعد تقلدهم مناصب المسؤولية ، وإقناع كل المواطنين أن حقوقهم لا يمكن الحصول عليها إلا تحت ظل التوحد والإنسجام وتظافر الجهود ، فبالعدالة الإجتماعية تختفي مطالب كل التنظيمات الإجتماعية والسياسية ، وبغيرها يجد البعض من هوات اللعب داخل الفراغات ممرا لكسب دعم وتعاطف من سئموا من الخطاب السياسي .