الوعود الإنتخابية بين ضباب الوهم و رياح النسيان

هيئة التحرير24 مارس 2024آخر تحديث : الأحد 24 مارس 2024 - 4:37 مساءً
هيئة التحرير
مقالات الرأي
الوعود الإنتخابية بين ضباب الوهم و رياح النسيان

أحمدو بنمبا

كم هي كثيرة تلك الوعود البراقة التي أبدعت في تسوقها النخب ، فأنساق خلفها البسطاء جذلا برغد موعود..! فأخْلفوهم..، ولأننا شعب نسي نحسن الظن بهم من جديد في كل مرة ، ولو أنهم يمارسون علينا خداع مزدوج ، إلا أننا لا ندرك حين ينقشع ضباب الوهم أنها ستبدأ مرحلة إعدامات “الوعود” فتتسع الهوة عميقا بين الغني والفقير ، عندئد يتولى المساكين ومشاعرهم تفيض حزنا لحرمانهم مما يكنزه الأغنياء لأجيال في رحم الغيب رغم أنه حق لهم .

sahel

رواء مدينتا هاته لو انبجست بالتساوي لسالت أودية بقدر حاجة الكل ، ولما كان كل هذا الغبن..، يُجيبك أحدهم : الثراء الفاحش يوجد في بقاع المعمورة .. ، أجيب: ذاك “فِرَاجْ” خارج السياق فأنا أتحدث عن حالة فساد تراكمية وثراء حدث ما بين غمضة عين وإنتباهتها ..أما التفاوت بين البشر فهو سنة كونية فمنذ فطرنا وجد الغني والفقير.. ولكنني أتحدث عن ترف مغصوب ومال جمع بغير وجه حق ..فأن تكون ميسورا فهذا لا يعني أن تتجنب الخوض في مسألة حرمة المال العام، وأن ترميها ظِهريا، ما هكذا أمرنا دينُنا ولا أملت علينا أخلاقنا..، لنحسّ بالفقير فلديه هو الآخر رغبة في حياة كريمة، يبحث عن فرصة عمل وراتب محترم، العمال أيضا وأصحاب الحرف والراعي لغنمه والمهاجر عن وطنه… يحلمون بجزء من ثروات مدينتهم الغنية ، فقد تعبت حقائبهم من السفر وأضناهم البحث عن موطئ قدم لعلهم يجدون نعيما مقيما.. ، حديثي عن الفساد لأنه ليس موعظة سياسية ولا جوقة زرقاء.. إنه شعور بمُواطنٍ أثيرة قضاياه عندي.. إنه حرص على كيان هو نحن ، ونتيجة لفشل صارخ لبعض الوجوه المتعاقبة على التدبير والتسيير لسنوات خلت ، وأزيحت عن المشهد السياسي حتى لا تواصل سياستها المطبعة مع الفساد والتدبير الغير معقلن .

وحتى لا نرجع قليلا إلى الوراء ونغوص في أوحال الماضي ،بل سنجعلها صفحة وطويت ونحاول اقتفاء أثر الوعود الإنتخابية المنسية رغم بقية أمل ما زالت موجودة عندي اتجاه ” أشخاص بعينهم” دونا عن الأخرين الذين ارتهنوا مناصبهم السياسية كليا لمصالحهم فالوظائف قسمة بينهم والأراضي ملكهم والأموال والصفقات .. يكنزونها !

كفى كفى هذه المرة ستخترق جدار آذانهم السميك.. انتهوا..فلن أجد حرجا بالجهر في فقدان الأمل في البعض من ساستنا وحتى لا أقع في دائرة التعميم ، وبما أن كذلك الأمل ما زال موجودا، فعليكم التدارك قبل فوات الآوان ، فضباب الوهم ينتهي ببزوغ شمس الحقيقة ورياح النسيان تذهبها أمطار التعقل والتدبر وحسن الصنيعة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة