بصمة قطرية وتوقيع أميركي… السلام يعود إلى شرق الكونغو بعد 30 عاماً من الحرب

هيئة التحرير27 يونيو 2025آخر تحديث :
بصمة قطرية وتوقيع أميركي… السلام يعود إلى شرق الكونغو بعد 30 عاماً من الحرب

وكالات –
في خطوة وصفت بالتاريخية، وقعت رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، اليوم الجمعة، اتفاق سلام برعاية أميركية وبوساطة قطرية، يضع حداً لحرب دامية استمرت ثلاثة عقود وأودت بحياة الآلاف وتسببت في تشريد مئات الآلاف منذ مطلع العام الجاري.

ويحمل هذا الاتفاق عنوانًا بارزًا في المسار الدبلوماسي الإقليمي والدولي، إذ يجمع بين “بصمة قطرية وتوقيع أميركي… السلام يعود إلى شرق الكونغو بعد 30 عاماً من الحرب”، ليكرّس لحظة تحول فارقة في منطقة عانت طويلاً من العنف والانقسامات.

الاتفاق، الذي جرى توقيعه في مقر وزارة الخارجية الأميركية، حمل بصمة الزعيم الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي قاد جهود الضغط لإنهاء النزاع، كما حضره وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وسط أجواء احتفالية واهتمام دبلوماسي وإقليمي كبير.

ويتضمن الاتفاق التزاماً بسحب القوات الرواندية من شرق الكونغو خلال 90 يوماً، وتفعيل إطار اقتصادي للتكامل الإقليمي بين البلدين خلال الفترة ذاتها. كما يُعد هذا التفاهم تمهيداً لجذب استثمارات دولية ضخمة إلى المنطقة الغنية بالثروات الطبيعية، مثل الذهب، التنتالوم، الكوبالت، النحاس، والليثيوم.

وقال الوزير روبيو في كلمته خلال التوقيع: “الوصول إلى هذا الاتفاق لم يكن سهلاً، لكننا نؤمن أن السلام ممكن بين الدول المتنازعة، وهو أمر يخدم المصالح الأميركية أيضاً، على المستويين الأمني والاقتصادي”. وأشاد بالدور الحاسم لدولة قطر التي كانت حجر الزاوية في تقريب وجهات النظر.

بدوره، أكد وزير خارجية رواندا، أوليفييه ندوهونجيرهي، أن الوساطة القطرية والرعاية الأميركية بقيادة ترامب “أثمرت اتفاقاً تاريخياً ينهي سنوات من العداء”، مشدداً على أن بلاده “مستعدة لتفعيل البنود وتسهيل عودة اللاجئين بشكل آمن وكريم”.

من جانبها، اعتبرت وزيرة خارجية الكونغو الديمقراطية، تيريز كايكوامبا فاغنر، أن الاتفاق “بداية لمرحلة جديدة من الشجاعة والبناء”، مثمنةً دور قطر التي استضافت أولى جلسات المفاوضات وساهمت في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

وجاء توقيع هذا الاتفاق بعد إعلان مشترك من الطرفين يوم الأربعاء الماضي، أكدا فيه توقيع اتفاق أولي بالأحرف الأولى لإنهاء النزاع، على أن يتم التوقيع النهائي في واشنطن، وهو ما تم اليوم.

ويأتي هذا التطور بعد تجدد الاشتباكات العنيفة في شرق الكونغو منذ أواخر عام 2021، عقب هجوم واسع شنته حركة “أم23” المسلحة المدعومة، وفق اتهامات الكونغو، من قبل رواندا التي يُعتقد أنها أرسلت نحو 7 آلاف جندي لدعم الحركة التي سيطرت على مدن كبرى ومناطق تعدين استراتيجية.

ورغم نفي رواندا المتكرر لدعم “أم23″، مشيرة إلى أن وجودها العسكري جاء للدفاع عن النفس ضد ميليشيات الهوتو المرتبطة بالإبادة الجماعية عام 1994، إلا أن الضغوط الدولية والميدانية دفعت الطرفين إلى مائدة التفاوض بعد سنوات من التوتر الدموي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة