في خطوة جديدة تعكس الدينامية المتسارعة لمدينة الداخلة نحو الانفتاح الدولي، عقد رئيس مجلس جماعة الداخلة، السيد راغب حرمة الله، يوم أمس الخميس، لقاء عمل مثمراً مع وفد رفيع من بلدية نيس الفرنسية، ترأسه أوليفيي بيطاتي، المستشار الخاص لعمدة المدينة.
وقد خُصص هذا اللقاء لاستكشاف فرص التعاون المشترك بين الداخلة ونيس في عدة مجالات، ولبحث آفاق إرساء شراكة استراتيجية ترقى إلى مستوى تطلعات الجانبين، في أفق توقيع اتفاقية توأمة مرتقبة بين المدينتين.
وتأتي هذه الزيارة في سياق اهتمام متزايد من شركاء دوليين بالمؤهلات الفريدة التي تزخر بها جهة الداخلة وادي الذهب، خاصة في ظل الطفرة التنموية التي تعرفها المنطقة بفضل مشاريع كبرى مهيكلة، على رأسها ميناء الداخلة الأطلسي ومشروع تحلية مياه البحر.
وفي تصريح أعقب اللقاء، أعرب أوليفيي بيطاتي عن انبهاره بما وصفه بـ”التحول المذهل” الذي تعرفه الداخلة، منوهاً بسرعة إنجاز الأوراش التنموية وبـ”الرؤية الحكيمة” لجلالة الملك محمد السادس في رسم ملامح تنمية متكاملة ومستدامة، تجعل من المغرب جسراً للتعاون جنوب-جنوب مع عمق القارة الإفريقية.
من جهته، أكد رئيس جماعة الداخلة، السيد راغب حرمة الله، أن اللقاء شكل محطة مهمة لتبادل الرؤى حول سبل تطوير التعاون اللامركزي، عبر مشاريع ملموسة تشمل مجالات متعددة: اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، ورياضية.
وتخللت زيارة الوفد الفرنسي سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين محليين، بالإضافة إلى زيارات ميدانية لأبرز المشاريع الكبرى، من بينها موقع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يشكل قاطرة حقيقية لتنمية الجنوب المغربي، ومحطة تحلية مياه البحر التي ستعزز الأمن المائي بالجهة.
ويُرتقب أن تترجم هذه الزيارة إلى اتفاقية توأمة رسمية بين الداخلة ونيس، تشكل بوابة نحو تعاون مثمر بين المدينتين وتفتح آفاقاً جديدة للانخراط الفعلي في شبكات التعاون الدولي، خصوصاً في ظل التحديات البيئية والرهانات التنموية الراهنة.
