في كل سنة وتحديدا يوم 14 غشت، تتجدد في ذاكرة المغاربة لحظة مشعة من الوطنية والوفاء، حين استعادت الداخلة، عاصمة إقليم وادي الذهب، مكانتها التاريخية ضمن الوطن، معلنةً انتصار الإرادة الوطنية وعزيمة شعب لم يعرف الاستسلام.
صبيحة الرابع عشر من غشت 1979، تحولت الداخلة إلى قلب ينبض بالفرح والولاء، حيث احتشد آلاف المواطنين من مختلف قبائل إقليم وادي الذهب ليعلنوا بيعتهم الصادقة للعرش المغربي. المشهد كان أكبر من احتفال رسمي، إنه انتصار للهوية الوطنية ولحق الشعب في وحدة أرضه، يوم كتبت الرمال على شواطئ الأطلسي قصيدة الولاء التي لن تُمحى من الذاكرة.
كانت أصوات الزغاريد والهتافات تتعالى، والرايات الحمراء ترفرف عالياً، لتشكل لوحة وطنية حية، تجمع بين الفرح والحزم، بين الماضي المليء بالتحديات والحاضر المشرق بالانتصار. لم يكن هذا اليوم مجرد ذكرى، بل محطة تاريخية كبرى تثبت أن الإرادة الوطنية قادرة على تحويل الحلم إلى واقع.
واليوم، وبعد أكثر من أربعة عقود، يواصل إقليم وادي الذهب مسيرة التنمية والازدهار تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من الأقاليم الجنوبية نموذجًا للتقدم المستدام، بفضل مشاريع البنية التحتية الكبرى، وموانئ الصيد والتجارة، والطاقة المتجددة، ما جعل من الداخلة بوابة المغرب نحو إفريقيا والمحيط الأطلسي.
إن 14 غشت يبقى تاريخاً محفوراً في ذاكرة الوطن، يوم أظهر فيه الشعب المغربي أن ولاءه لوطنه صادق وأبدي، وأن حماية الوحدة الترابية ليست شعاراً، بل عهد متجدد يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.