في سياق تكريس ثقافة الحوار وتعزيز المقاربة التشاركية داخل المنظومة التربوية، انعقد يوم الثلاثاء 30 شتنبر 2025 بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الداخلة – وادي الذهب، لقاء تواصلي جمع السيد مدير الأكاديمية بالنيابة برؤساء المكاتب الجهوية للنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية.
افتُتح اللقاء بالتأكيد على المكانة المحورية للنقابات التعليمية باعتبارها شريكاً أساسياً في الدفاع عن حقوق الشغيلة التعليمية، وفاعلاً اقتراحياً يساهم في بلورة حلول واقعية لتحديات القطاع. وأوضح السيد المدير أن الإصلاح التربوي لا يمكن أن ينهض بأعبائه طرف واحد، بل يستدعي تعبئة جماعية تشمل مختلف الفاعلين: نساء ورجال التعليم، السلطات العمومية، المجالس المنتخبة، الإعلام، والقطاعات الحكومية، انسجاماً مع التوجيهات الملكية التي جعلت من التعليم قضية وطنية جامعة.
وفي عرضه، استعرض المسؤول الجهوي مسار الإصلاح التربوي ببلادنا، مبرزاً التحولات التي شهدها من تأسيس الهيئة الدستورية للتربية والتكوين إلى إصدار القانون الإطار باعتباره مرجعية أساسية لإصلاح هيكلي يرتكز على البعد البيداغوجي. كما شدد على أن الرهان التعليمي يتجاوز البنيات والتجهيزات ليعكس في جوهره تحسين جودة العيش وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهو ما ترجمته خارطة الطريق 2022-2026 عبر ثلاثة أهداف استراتيجية كبرى موجهة نحو المتعلم.
وفي السياق ذاته، دعا السيد المدير إلى ترسيخ علاقة مؤسساتية قائمة على الحوار المنتظم والثقة المتبادلة بين الإدارة والإطارات النقابية، بما يتيح معالجة الإشكالات على المستوى الجهوي والإقليمي في إطار من التعاون المسؤول.
من جهتهم، ثمّن ممثلو النقابات التعليمية هذا التوجه، مؤكدين أن أدوارهم لا تنحصر في الدفاع عن الحقوق، بل تشمل كذلك رصد الاختلالات الميدانية وتقديم النقد البناء، مع الدعوة إلى وضع آليات عملية تضمن استمرارية ونجاعة الحوار خدمةً لمصلحة المدرسة المغربية.