انه لا يمكن بحال من الاحوال لأي متتبع للشأن العام لجهة الداخلة واد الذهب أن لا يقف مدهوشا لما تقدمه دكاكين السياسة الجديدة في أبهى حللها ومستوياتها من التدني الفكري والاخلاقي والثقافي.. مايعكس مشهدا مقززا عن صورة الوادي الجميل..
لايمكن قياس إرتقاء أي مجتمع سياسيا إلا بتقييم الخطاب السياسي للطبقة المثقفة والسياسية، إلا أن المتأمل في الوضع السياسي للبلاد عامة وللجهة خاصة ليشعر بنوع من الحسرة والألم والأسى لما تعانيه الحياة السياسة بسبب إسناد المسؤلية السياسية لسماسرة الضمير في بعض الاحزاب التي فقدت مكانتها النضالية والفكرية والثقافية.. حيث اصبح المقعد هو غايتها وبشتى الطرق يمكنها الوصول إليه فلا كرامة ولا مبادئ ولا قناعات ستثنيها عنه..
ولعل ما وقع في جماعة العركوب هو خير دليل على ذلك والذي يعتبر جريمة في حق ساكنة الجهة ككل، فلأجل مصالح البعض الخاصة والضيقة يتم إجتثاث مكون أصلي واستبداله بضعفين من الوافدين “عمال موسميين” لايحق لهم التصويت في جماعة لايعرفون موقعها على الخريطة.. ولم يمكثوا فيها قليلا حتى..
إن الذي يحز في القلب أكثر وأكثر هو أن نرى بعد خمس أو عشر سنوات من الآن، أجسادا سياسوية غريبة على الأرض والأصل والعرض، تتحكم في المشهد السياسي لمدينة لاتعرف شرقها من غربها، فما حدث بالأمس للأب الوقور عمار ول أعمر كأحد رموز الجهة وأعيانها هو خير دليل على أن بعض الأحزاب لا تعترف بعُرف ولا تقليد، وتفضل خطابها الحربائي الذي يتلون بالسياسة والسلطة والمال بهذه الجهة المغلوب على أمرها.. حيث ترقص مع بعضها البعض على معانات الساكنة لتصور لنا مشهدا تظهر فيه كأنها المخلص..
إن بعض الاحزاب التي تحالفت قبل الاستحقاقات، وتآلفت قلوب مسيريها للمصالح الضيقة لَيعطونا دروسا بليغة ﻓﻲ ﺗﺨﻠﻒ ﻭﺍﻧﺤﻄﺎﻁ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎسي والفكري وتدنى مستوى النقاش السياسي بالتطاحن وتبادل التهم والتشويش على الاصلاحات التنموية، الاجتماعية.. فضلا عن تسيير أدمغة خاوية لمواجهة أي مد إصلاحي..
فماذا ننتظر نحن من احزاب أتت بنخبة يتجه خطابها السياسي نحو مزيد من التلوث وأساليب المكر والكذب والشتم والسب والقذف والتخوين.. وتغيب عنها الكفاءة السياسية والفكرية، ولا تتسم بأي رصيد نضالي ولا حتى مستوى ثقافي، لتقدم لنا برامج النهوض بالاوضاع ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ للجهة..
بقلم : خدة أهل الشيخ